في الأعماق السحيقة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-1793 ببريقها البعيد، وفي هذا النظام الفلكي البعيد يكمن عالمٌ جديد، يُعرف بـ Kepler-1793 b. يتميز هذا الكوكب بمواصفاته الفريدة والمثيرة، حيث يعتبر من فئة الكواكب المشابهة لنبتون، تحمل في طياتها أسراراً مدهشة.
تعد المسافة بين Kepler-1793 b والنجمة الأم Kepler-1793 تبلغ 3881.0 سنة ضوئية، مما يعكس البُعد الفلكي الهائل الذي يفصل بين هذا العالم الغامض ومصدر إشعاعه الحيوي. يظهر النجم بسطوع ساطع بلمعان مغمور باللمعة الساحرة، حيث تُقدر السطوع النجمي بحوالي 15.949 في مقياس التألق.
تأتي اكتشافات العلماء والمستكشفين في عالم الفضاء لتكشف لنا عن أسرار كواكب تتنقل في أكوانها الخاصة، وكانت سنة 2021 هي العام الذي تم فيه الكشف عن Kepler-1793 b، إذ انفتحت أمامنا نافذة جديدة لفهم الكواكب البعيدة.
تتميز Kepler-1793 b بكتلة تضاعف كبيرة تصل إلى 13.8 مرة كتلة الأرض، وهو معامل يبرز الاختلاف الواضح في الهياكل الكوكبية. وعندما نربط هذه الكتلة بالأرض، يصبح الكوكب حاملًا لوزنٍ هائل يشد الفضول نحو تفاصيله الفيزيائية.
تكمن سرور الأبعاد الكوكبية في تفاصيل مدهشة، إذ يتسم قطر Kepler-1793 b بضعف وثلاثين في المائة من قطر المشتري، مما يجعله يتماشى مع صفات الكواكب العملاقة. وبتلك النسبة الفلكية، يبرز الكوكب بشكلٍ فريد ضمن هذا النظام الفلكي.
تتسم مدارات الكواكب بحركاتٍ دقيقة وإيقاعات هامة، وهكذا يتميز Kepler-1793 b بنصف قطر مداري يبلغ 0.0787 وفترة مدارية تستغرق حوالي 0.024093088 سنة، حيث يتبادل الكوكب والنجم معزوفة الجاذبية والحركة المتوازية.
رغم أن تلك الكواكب تظهر في عيوننا كأجسام ثابتة، إلا أن الواقع يكشف لنا أنها تتنقل بسرعةٍ هائلة وتعيش في رقصةٍ مستمرة حول نجمها الأم. إن استخدام أساليب الكشف المبتكرة، مثل طريقة العبور (Transit)، قد كشفت للعلماء وجود Kepler-1793 b، حيث تتلاشى الضوء الناتج عن النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يخفي جزءًا صغيرًا من الضوء ويتيح للعلماء رصد وجوده وخصائصه بدقة.
هكذا، يظهر Kepler-1793 b كجوهرة فلكية تلمع في سماء الفضاء، تشد الأنظار وتثير الفضول، فتلك العالم البعيد يمثل لغزًا فلكيًا يتيح للإنسان استكشاف أبعاد الكون وفهم أسراره العميقة.