في أعماق السماء، تتلألأ نجمة Kepler-1671، وعلى مدارها الفضائي يكمن عالم غامر يتألق بألوان الأسرار والاكتشافات العلمية. تتسلل نحونا أخبار كوكبها الساحر Kepler-1671 b، الذي يرقى بفخر إلى لقب “Super Earth”، وهو عالم يمتلك سمات فريدة تثير فضول العقول الباحثة.
بلغنا عن Kepler-1671 b في عام 2020، حيث تم اكتشافه بواسطة وسيلة مراقبة العبور (Transit)، فهي تقنية حساسة تتيح للعلماء رصد تغييرات طفيفة في سطوع النجمة عندما يعبر الكوكب أمامها. تلك اللحظة الساحرة أعادت تعريف فهمنا للكواكب البعيدة.
Kepler-1671 b ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يظهر بأنه يتمتع بمضاعف كتلة يبلغ 2.32 مرة كتلة الأرض، وهو معلم يبرز جاذبية الألماس التي يحملها. لكن هذا ليس كل شيء، فالكوكب يتسم بقطر يبلغ 1.326 مرة قطر الأرض، ما يجعله يبرز بين نظرائه بطابع فريد من نوعه.
لا تكتفي معلومات Kepler-1671 b بذلك الحد، فقد عُيّنت مسافته عنا بحوالي 1165.0 سنة ضوئية، وهي معلومة تضفي غموضًا إضافيًا على هذا العالم البعيد. وعندما نتأمل في السماء اللامتناهية، نجد أن Kepler-1671 b يتحرك حول نجمه الأم بمدار يبلغ 0.0491 وحدة فلكية، ويتمم دورته حول النجم في زمن قدره 0.011498973 عام، كما أنه يتميز بتمركز مداري يفتقر إلى التغير بنسبة كبيرة (باستثناء الشاشة المذهلة للعبور).
لم يقتصر الاكتشاف على الخصائص الفيزيائية والفلكية فقط، بل تم تحديد سطوع نجم Kepler-1671 بمقدار 13.439 درجة. وبهذا يصبح العالم البعيد يومًا بعد يوم أكثر وضوحًا في خريطة الفضاء، حيث تتدفق المعلومات الجديدة كنهر من الحكمة الفلكية.
Kepler-1671 b يتحدانا لنعيش في عالمه المدهش، يروي لنا حكاية الكواكب البعيدة التي قد تكون لديها حياة وظروف تشبه أو تختلف عن تلك التي نعيشها هنا على كوكب الأرض. في كل تفاصيله، يمثل هذا الكوكب تحفة فنية فلكية تلهم العلماء والرواد على حد سواء لاستكشاف أعماق الفضاء ومفاهيم جديدة في علم الفلك وعلم الكواكب.