في العالم السحيق للفضاء وبين كواكب الكون، تظهر لنا Kepler-1668 b كجوهرة لامعة في سماء اللانهاية، فهي عالم مثير يقع على بعد 4357.0 سنة ضوئية من الأرض. تبرز هذه الكوكب البديعة في سجلات الاكتشاف الفلكي للعام 2020، حيث ألقى علينا الباحثون الضوء على هذا العالم الذي يتسم بالغموض والتفرد.
تتسم Kepler-1668 b بطابع فريد، إذ تصنف ككوكب من نوع نبتوني، يشبه بنيانه وخصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تعتبر الكواكب النبتونية من بين العوالم الغازية الضخمة، وتحمل معها أسرار الكون وتحديات فهمه. تتسم هذه العوالم بأجواء غنية بالغازات والسحب، مما يجعلها تختلف عن الكواكب الصخرية، وتقدم لنا نافذة فريدة إلى تنوع الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي.
ومن الناحية الفيزيائية، يظهر Kepler-1668 b بأبعاد استثنائية، حيث يبلغ ضوءها الشعاعي 17.4 مرة أكثر من كتلة الأرض، مما يجعلها تتمتع بكتلة هائلة تعكس تكوينًا فريدًا في عالمنا الفلكي. وعند التنقل إلى الأبعاد الكروية، يبلغ نصف قطرها 0.388 مرة من نصف قطر المشتري، مما يبرز ضخامتها الملحوظة ويضفي عليها مظهراً ساحراً في سماء المجرات.
تتسارع Kepler-1668 b حول نجمها الأم بمدار ذو شعاع يبلغ 0.124، وتحتاج إلى فترة زمنية تقارب 0.042162903 عام لاستكمال دورتها الكاملة حول هذا النجم الذي ينير عالمها بلمعان بارع. ورغم أن مدارها يظهر على أنه دائري بدرجة كبيرة، فإنه يمتاز بعدم وجود انحراف في المدار (باستثناء الاختلافات الطفيفة)، مما يجعلها تتمتع بحركة راقية وثابتة في مسارها المتجه حول النجم.
وفي عملية اكتشافها، تم استخدام طريقة العبور (Transit)، حيث تتداخل Kepler-1668 b بين الأرض ونجمها الأم، مما يؤدي إلى حجب جزء من الضوء المنبعث من النجم. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بتحديد مقاسات الكوكب والتعرف على خصائصه بدقة، مما يسهم في توسيع أفق المعرفة حول العوالم البعيدة.
إن Kepler-1668 b هي عالم مليء بالتفاصيل والخصائص الفريدة، تحمل معها رسائل من عمق الفضاء وأسرار الكواكب. يبقى هذا الكوكب البعيد نقطة مضيئة في سماء الليل، مستعدة لتكشف لنا المزيد من أسرارها وتحدياتها، وتسهم بذلك في إثراء فهمنا للكون اللامتناهي وغموضه.