في سماء الفضاء اللامتناهي تتلألأ نجوم لا حصر لها، ومن بين هذه النجوم البعيدة والمجهولة، نجد أنظمة شمسية مدهشة تحمل في طياتها أسرار الكون البعيد. أحد هذه الأنظمة الشمسية المثيرة هي نظام Kepler-1623، الذي يضم كوكبًا فريدًا يحمل اسم Kepler-1623 b.
يتسم كوكب Kepler-1623 b بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين. يبلغ المسافة بين هذا الكوكب ونجمه الأم، الذي يبلغ درجة سطوعه 15.205 في المقدار المطلوب لرؤيته بواسطة العيون البشرية، حوالي 2732 وحدة فلكية. يتميز Kepler-1623 b بأنه من نوع “سوبر إيرث”، وهو تصنيف يشير إلى كواكب خارج المجموعة الشمسية تتميز بكتلة وشكل يفوقان تلك الموجودة في الأرض.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث فتحت التكنولوجيا الحديثة للفلك أفقًا جديدًا لاستكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي. يعتبر Kepler-1623 b تحفة فلكية بحد ذاتها، إذ يبلغ معامل الكتلة الخاص به 2.27 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة وقوة جاذبية فائقة.
وفيما يتعلق بالأبعاد، يبلغ معامل نصف القطر لهذا العملاق الفضائي 1.31 مرة من نصف قطر الأرض. إنها تفاصيل دقيقة تكشف عن تنوع وتعقيد هذا العالم البعيد وتجعلنا نتساءل عن الحياة والظروف الفريدة التي قد تكون موجودة على سطح هذا الكوكب الغريب.
يدور Kepler-1623 b حول نجمه الأم بمدار يبلغ قطره 0.0518 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.012046544 سنة لاكتمال دورته الفلكية. يظهر هذا الكوكب لنا بأنه قطعة فنية تكاملت بشكل مدهش في ساحة الكواكب الخارجية.
تم اكتشاف Kepler-1623 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، مما يؤدي إلى تغيير طفيف في سطوع النجم. هذه الطريقة الدقيقة والمبتكرة تمكننا من اكتشاف الكواكب البعيدة بشكل فعال وتفصيلي.
في النهاية، يظهر Kepler-1623 b كلمة حية ومثيرة في سجلات الفضاء، مليئة بالغموض والجمال الذي يتجلى في أعماق الكون. إنها تذكير بأن الكون الخارجي يحمل في طياته الكثير من الأسرار التي نتطلع إلى كشفها وفهمها في المستقبل.