في العمق اللامتناهي للكون، حيث تتسارع الأفكار باتجاه النجوم وترقص الكواكب في رقصة هادئة على وحي الفضاء، نجد أنفسنا أمام إحدى تلك اللؤلؤات الفضائية التي تحمل اسم “كيبلر-1592 ب”. هذا الكوكب الغامض يظهر في سماء الليل كنجم براق ذو سطوع فلكي يبلغ 14.94، ويرسم قصة فلكية رائعة تتحدث عن كوكب فائق الأرض.
تم اكتشاف كوكب Kepler-1592 b في عام 2016، في لحظة فارقة تمثلت في لحظة انتقاله أمام نجمه الأم، حيث اعتمدت طريقة الاكتشاف على ظاهرة العبور الكوكبي، والتي تُعد واحدة من أدق الوسائل المستخدمة في مجال فحص الفضاء.
ومن النقاط المثيرة للاهتمام حول هذا الكوكب هو تصنيفه ككوكب فائق الأرض، حيث يكشف التحليل الفلكي أن كتلته تضاعف مرتين وتسعة وتسعون مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعله من الكواكب الضخمة والمميزة في عالم الفضاء. وليس هذا وحسب، بل يتنوع Kepler-1592 b في أبعاده أيضًا، حيث يبلغ نصف قطره 1.54 مرة قطر الأرض، مما يمنحه هيكلًا مميزًا وشكلًا فلكيًّا يثير الفضول.
تدور Kepler-1592 b في مدار محدد بشكل دقيق عن نجمه الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.04 وحدة فلكية. وما يلفت الانتباه هو فترة دورانه القصيرة البالغة 0.008487337 يوم، مما يعني أن هذا الكوكب الفائق الأرض يتجاوز حول نجمه الأم بسرعة لافتة، ما يضيف نكهة فريدة لهذا الجسم السماوي.
تبدو مسارات Kepler-1592 b بشكل دائم بمحافظة على تماثلها وثباتها، حيث يظهر أنه لا يمتلك تغيرات كبيرة في الشكل المداري ولا يعاني من التحولات الكبيرة في مساره. يضاف إلى ذلك، أنه يتمتع بتماثل لافت في حركته حول نجمه الأم، حيث يظهر بأنه يتبع مدارًا شبه دائريًا بدرجة انحراف قليلة، ما يميزه بشكل إضافي في سماء الفضاء.
بفضل طريقة الاكتشاف الفريدة والتحليل العميق للمعلومات الفلكية، نجد أن Kepler-1592 b تعد إضافة مثيرة وفريدة إلى قائمة الكواكب التي تستمر في إلهام الإنسان لفهم أعماق الكون وأسراره اللامحدودة. إنها قصة لا تنسى عن كوكب فائق الأرض يدور في رحاب اللانهاية الكونية، يكشف لنا عن جماليات الفضاء وتعقيداته الفلكية بطريقة تثير العقول وتمتع القلوب.