في السماء اللامعة للكون، يتلألأ كوكب بعيد يدعى Kepler-159 c، يتوسط الفلك بريقه الساحر على بعد يناهز 1219.0 سنة ضوئية من الأرض. إنه عالم غامض وجذاب، يندرج تحت تصنيف الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يكمن جماله وسحره في تشابهه مع العملاق الغازي المثير للدهشة في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في سنة 2014، حينما ألقت عليه عيون الفلك الحديثة أضواءها الباحثة في سماء الليل. يتميز Kepler-159 c بمعدل كسر كتلة يبلغ 11.5 مرة مقارنةً بالكتلة الأرضية، مما يعني أنه يمتلك كتلة هائلة تفوق بكثير تلك التي تحملها أرضنا الحبيبة. يبلغ قطره 0.304 مرة قطر كوكب المشتري، مما يجعله يستحق لقب “العملاق الصغير”، فهو ينتمي إلى الفئة الفريدة من الكواكب التي تشبه كواكب المشتري بصغر حجمها.
تدور Kepler-159 c في فلكه الخاص على بعد يقدر بحوالي 0.218 وحدة فلكية، حيث يحيط بها في مسارها الدائري بفترة قدرها 0.11937029 سنة. رغم أن الكواكب غالبًا ما تبتعد قليلاً عن الدوران المستقيم، إلا أن Kepler-159 c يظهر بخجل في انحرافه عن هذا المسار، إذ يتمتع بتمايل بسيط يبلغ صفر، ما يجعل حركته الدائرية تلفت الانتباه بتفوقها على الطابع التقليدي للحركة الكوكبية.
لقد تم رصد هذا الجمال الفضائي البديع باستخدام أسلوب الكشف عبر العبور الكوني، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم الأم (stellar magnitude) عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الحديث يكشف عن وجود الكواكب بشكل غير مباشر، حيث يتأثر سطوع النجم بتلك الكواكب الرائعة أثناء مرورها بينه وبين الراصد الأرضي.
إن Kepler-159 c هو إحدى لآلئ الكون، كوكب يدعونا إلى العجب والاستكشاف، ويضيء سماء الفضاء بسحره الغامض وجاذبيته الفلكية.