في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، تتلألأ نجمة باسم Kepler-1562 بسطوع يبلغ 15.303 قدر ظاهري، تاركة في ذهن المستكشفين الفضائيين علامة لامعة تدل على وجود عالم فلكي مميز يتراقص في فضاء الكون. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع، المعروف الآن بالاسم Kepler-1562 b، في عام 2016، إضافة مبهرة إلى كتاب الكواكب التي تدور حول نجومها.
Kepler-1562 b يعتبر واحدًا من تلك العوالم الغامضة والمثيرة التي تشبه في خصائصها كوكب نبتون، حيث تكمن جاذبيته في الغموض الذي يكتنفه وفي معطياته الفلكية الرائعة. يتميز الكوكب بكتلة تعادل 12.3 مرة كتلة الأرض، مما يجعله جسماً كبير الحجم يحمل في طياته ألغازاً لا تزال تحتاج إلى فحص دقيق وفهم عميق.
تأتي الأبعاد الفلكية لـ Kepler-1562 b بأبعاد لا تقل إثارة، حيث يكون نصف قطره 0.317 من نصف قطر المشتري، مما يجسد تنوع الكواكب في الفضاء ويبرز التفاوت الكبير في الأحجام بين العوالم المختلفة. وفي مداره حول نجمه، يتبع الكوكب مسارًا يتراوح نصف قطره الزمني حول النجم بنسبة 0.3308 من المسافة بين الأرض والشمس، مما يضيء على تعقيد الأنظمة الكوكبية وتباين مسافات المدار.
لا يكتمل الحديث عن Kepler-1562 b دون التطرق إلى فترة دورانه المدهشة، حيث يحتاج الكوكب إلى 0.17604381 يومًا فقط لاكتمال دورة كاملة حول نجمه. هذا الزمن القصير يعكس حياة مثيرة وديناميات معقدة تحدث في الفلك البعيد، ويضيء على التفاصيل الدقيقة لتكوين هذا العالم الفضائي.
رغم ألوانه الزاهية وتفاصيله المدهشة، يبقى Kepler-1562 b مختبئاً في الظلال الفضائية، حيث تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور (Transit)، إحدى أساليب الكشف عن الكواكب البعيدة. تتيح هذه الطريقة رصد تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يكشف عن وجود هذا العالم الساحر في زاوية بعيدة من الكون.
إن Kepler-1562 b يضيف إلى سجل الكواكب البعيدة لمحة جديدة ومثيرة، ويشير إلى تنوع لا نهائي في عوالم الفضاء. إنها رحلة استكشاف تنطلق من ركن إلى آخر في الكون، تكشف عن أسرار الكواكب وتحمل في طياتها ألغازاً تدعو العلماء والباحثين إلى الاستمرار في التساؤل والتحليق في سماء الفضاء اللامتناهي.