في الأعماق السحيقة للسماء اللامعة، حيث تتداخل خيوط اللون وتتراقص النجوم بإنسجام ساحر، نكتشف إحدى المجرات الفضائية المليئة بأسرار الكون وعجائبه. تعود أنظارنا إلى كوكب يطلق عليه اسم Kepler-154 e، عالم فائق الأرض، ينتمي إلى مجموعة من الكواكب التي تدور حول نجم متلألئ بقوة، يعزف لحن الكون بلغة خاصة.
يتميز Kepler-154 e بسحره الفريد الذي ينعكس في بُعد يبلغ حوالي 2985 وحدة فلكية عن الأرض، حيث يتألق ببريق ساطع بدرجة حساسية فائقة، تصل إلى 14.646 قدر ظاهري. هذا الكوكب الغامض يتأرجح في سماءه المظلمة بتألق يلفت الانتباه، كما لو كان قصيدة فلكية تُحكى عبر لغة الأرقام والمقاييس.
استُكتشف Kepler-154 e في سنة 2016، عندما ألقى علماء الفلك نظرة مدروسة نحو سماء الليل، واستخدموا طريقة العبور (Transit) للكشف عنه، كالفنان الذي يرسم لوحة جميلة باستخدام ألوان الكون. يظهر هذا الكوكب بين فترات منتظمة وقصيرة أثناء عبوره أمام نجمه الأم، كما لو كان يرقص في رحلة غامضة حول محوره.
تتعدد الألغاز في تكوين Kepler-154 e، ففيما يتعلق بكتلته، يتجاوزها بمعامل يصل إلى 2.86 مرة من كتلة الأرض، ما يضفي عليه وزنًا استثنائيًا يختلف عن العوالم الأخرى. ولكن السحر لا يقتصر على الكتلة فقط، بل يمتد إلى قطره الذي يتجاوز 1.5 مرة قطر الأرض، مما يجعله يندرج تحت تصنيف الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يكمن فيها سر جاذبيتها وتأثيرها الفريد على الكون.
في رحلته حول نجمه الأم، يتحرك Kepler-154 e على مدار بُعد فلكي يبلغ حوالي 0.047 وحدة فلكية، يكمل فيها دورته الفلكية في زمن لا يتجاوز 0.010677618 سنة. تتسارع اللحظات في هذا الفضاء الخفي وتتكامل الأزمنة بإيقاع يبدو وكأنه مقطوعة موسيقية لا تنتهي.
رغم هذه الأرقام البارزة، يظل الكوكب الفائق الأرضي Kepler-154 e يحتفظ بدوره الساحر في عزف الكون، ويرسم خطوطاً مليئة بالغموض والإثارة في سماء هذا الفضاء اللامتناهي.