Kepler-150 b: كوكب الأرض الفائق

في العمق السحيق للسماء، تحلق الأعين البشرية والتكنولوجيا الحديثة في عالم الكواكب والفضاء، حيث تتفتح أمامنا نوافذ إلى أفق لا نهائي من الغموض والإثارة. تندمج خيوط المعرفة والاستكشاف في رحلة ملهمة نحو أسرار الكون، وفي هذا السياق العلمي والمذهل، نتعرف اليوم على إحدى تلك الكواكب البعيدة التي تحمل اسمها Kepler-150 b.

تتميز Kepler-150 b بموقعها البعيد في سماء الليل، إذ تقع على بعد 2907.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعلها جزءًا من العوالم البعيدة التي يمكننا رؤيتها باستخدام التلسكوبات المتطورة. تتلألأ النجوم حولها بسطوع يبلغ 15.161 نجمة، مضيئة كل لحظة بسرارة تشير إلى قصة غامضة ومعلومات تنتظر الكشف عنها.

Kepler-150 b ليست كأي كوكب آخر، بل هي من فئة “Super Earth”، ما يعني أنها تتميز بحجم أكبر من الأرض. بلغ اكتشافها في عام 2014، حيث أثارت تلك اللحظة البارزة حماسة المستكشفين والباحثين في ميدان علم الفلك، مما جعلها واحدة من النقاط البارزة في سجلات الاكتشافات الفلكية.

وما يميز Kepler-150 b أكثر هو تكوينها الفريد والغامض، إذ تبلغ كتلتها ضعف كتلة الأرض، مما يضفي عليها وزناً استثنائياً في عالم الكواكب. بالإضافة إلى ذلك، يظهر نصف قطرها أكبر بمقدار 25% من نصف قطر الأرض، مما يجعلها تتمتع ببنية فريدة وتكوين غير مألوف في سماء الفضاء.

تدور Kepler-150 b حول نجمها الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار الذي تسلكه حوالي 0.044 وحدة فلكية. تستغرق هذه الكوكبة الغريبة فقط 0.009308693 سنة لاكتمال دورتها الشمسية، وتتميز بتمركز مداري يخلو تمامًا من الانحراف، مما يضيف لغزًا آخر إلى هذه الرواية الفلكية.

تم الكشف عن Kepler-150 b باستخدام طريقة الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغييرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تكشف عن تفاصيل دقيقة حول الكواكب البعيدة، وتسهم في فهمنا لطبيعتها وخصائصها.

في نهاية هذه الرحلة السحرية في عالم Kepler-150 b، نكتشف أن الكون ليس فقط مليئًا بالنجوم والكواكب، بل هو أيضًا محمول على أكتاف الباحثين والعلماء الذين يتعمقون في أسرار السماء، مستكشفين عوالم جديدة ومدهشة تنتظر لتكشف عن قصصها الفلكية الفريدة.