في إحدى الزوايا البعيدة للفضاء اللانهائي، تبرز كوكبٌ غامض يُدعى Kepler-1468 b، كنجمٌ يتلألأ ببريقه الخافت على بُعد يناهز 6195.0 سنة ضوئية من الأرض. يندرج هذا الكوكب ضمن فئة الكواكب الضخمة الفائقة، حيث يعتبر Super Earth، حاملاً معه سرارة وغموض لا حصر لهما في أغوار الفضاء.
تتألق النجمة المضيئة المرافقة له، بدرجة سطوع تقدر بـ15.111، كشاهدة على هذا الجسم السماوي الساحر الذي يأخذنا في رحلة استكشافية عبر أبعاد الكون. اكتشف عالم الفلك هذا الكوكب الغامض في عام 2016، مضيفًا قصة جديدة إلى سجلات الفضاء والكواكب البعيدة.
تأخذنا الأرقام والإحصائيات إلى عالم القياسات الفلكية، حيث يتمثل كوكب Kepler-1468 b في تحديدات تفصيلية، إذ يبلغ ضعف كتلته 3.64 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه وزناً هائلاً يعكس تميزه الفلكي. وبالنظر إلى قطره، فإنه يضاهي 1.73 قطر الأرض، وهو مؤشر آخر على حجمه الاستثنائي.
تدور Kepler-1468 b في مدار حول نجمها الأم بشكل مدهش، حيث يبلغ شعاع المدار 0.0817، ويستغرق الكوكب فقط 0.022450376 يومًا لاكتمال دورته الشمسية، مما يظهر توازنًا فريدًا بين عجائب الجاذبية وحركة الكواكب.
تتمتع Kepler-1468 b بخصائص استثنائية أخرى، حيث يكمن في تمايل مداره صفرًا، وهي خاصية تضفي عليه ثباتًا وتناغمًا في حركته، مما يجعله يتلألأ في سماء الليل كنجمة لامعة تعكس جمال الكواكب وروعة الطبيعة السماوية.
وفيما يخص وسيلة اكتشافه، فقد تم رصده بواسطة الطريقة العلمية المتطورة للاكتشاف عبر عبور الكواكب أمام نجمها، ما يُعرف بـ “Transit”. هذه الطريقة تكشف عن تلميحات صغيرة في سلوك النجوم، تشير إلى وجود كوكب يمر أمامها، وهي لحظة استثنائية يتجلى فيها سر الكواكب البعيدة.
إن Kepler-1468 b يعتبر لوحة فنية في لوحات الفضاء، يمزج فيها اللون الأزرق المائي بالأخضر الزمردي لتشكيلة لا متناهية من الألوان والأشكال. يمثل هذا الكوكب واحدًا من الألغاز الفلكية الرائعة التي تطرحها الكواكب البعيدة، مما يلهم عشاق الفضاء ورواد الفلك على مواصلة رحلاتهم في استكشاف أسرار الكون.