في العمق اللامتناهي للسماء، تتجلى لنا ألغاز الفضاء وأسرار الكواكب، ومن بين هذه الكواكب التي تدور في مداراتها المهيبة، نظرة مثيرة تتجه نحو كوكب يحمل اسمه Kepler-1465 b. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 1173.0 سنة ضوئية، يعبق برائحة الغموض والإثارة، مستقرًا في فضاء لا ينتهي.
تبرز بريقه في سماء الليل بشكلٍ خافت، إذ يبلغ تألق النجم الذي يدور حوله ماغنيتوده 14.724 وهو يتلألأ كنجم بعيد يرسل لنا إشاراته البعيدة. يُصنف Kepler-1465 b ككوكب فائق الأرض، حيث يكشف عن جاذبيته الفائقة وأبعاده الغامضة التي تفوق تلك التي نعرفها على وجه الأرض.
تاريخ اكتشاف هذا العالم الغامض يعود إلى عام 2016، حيث فتحت لنا أجهزة الاستشعار الفضائية أبواب عالم جديد وأعادت تعريف حدود الكون. تمثلت لحظة الكشف عن Kepler-1465 b كخطوة هامة نحو فهم أعماق الفضاء وتحليل غموض تلك الظواهر الكونية.
وعندما نتحدث عن خصائصه، يظهر لنا Kepler-1465 b بأبعاده الفيزيائية الفريدة. يبلغ مضاعف كتلته 3.78 مرات مضاعف كتلة الأرض، مما يجعله يتمتع بقوة جذب هائلة تعزز من تأثيره الكوني. وتأتي تلك الكتلة بالنسبة للأرض، مشيرة إلى تفوقه الفيزيائي الذي يتجلى في أبعاده وكتلته.
تُظهر دراستنا لهذا الكوكب أن نصف قطره يتجاوز نصف قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.77، مما يبرز حجمه الضخم والفريد في عالمنا الكوني. يكمن جمال Kepler-1465 b في تناغم أبعاده الكونية وتألقه الغامض في سماء الليل.
تتميز مدارات Kepler-1465 b بسحر فلكي لا يقاوم، إذ يدور حول نجمه الأم بنصف قطر يبلغ 0.1939 وفترة دوران تبلغ 0.087063655 سنة. وبالرغم من أنه يتميز بمدار دائري بشكل كامل (بدرجة انحراف صفرية)، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من اللغز والغموض، مما يجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال الفلك.
تم اكتشاف Kepler-1465 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، وهو ما يسهم في تحديد خصائص الكوكب بدقة وفحص تأثيره على بيئته المحيطة.
في الختام، يظهر لنا Kepler-1465 b كجوهرة في تاج الكواكب، يحمل في طياته أسرار الكون وجاذبية لا تقاوم، مشكلاً جزءًا لا يتجزأ من المسرح الكوني الذي يستمر في إلهامنا وتحدي أفق فهمنا للكون وتعقيداته اللامتناهية.