في سماء اللانهاية، تتلألأ نجوم لامعة تشكل تحفة فنية فلكية، ومن بين هذه النجوم يتألق نظام نجمي يدعى Kepler-1448. في عام 2016، اكتشف العلماء عالماً جديداً يدعى Kepler-1448 b، الذي يعتبر أحد أعضاء هذا النظام الفلكي الرائع.
يقع Kepler-1448 b على بعد حوالي 2508.0 سنة ضوئية من الأرض، في عالم فلكي بعيد يشد انتباه الباحثين والعلماء الفلكيين. تتميز هذه الكوكبة السماوية بنجمها اللامع الذي يتسم بلمعان بقدر ضوء نجمي بلغت قيمته 14.592. يتمتع Kepler-1448 b بميزة فريدة تجعله يبرز بين الكواكب الأخرى؛ حيث يصنف على أنه “Super Earth”، وهي تصنيف تشير إلى كوكب ذو كتلة وشكل يتجاوز بعض الخصائص الأرضية.
إن اكتشاف هذا العالم الفلكي الرائع جاء في عام 2016، وهو حدث لا يمحوه الزمن؛ إذ يشير إلى تقدم البحوث الفلكية والجهود المستمرة لفهم غموض الفضاء اللامتناهي. ومن المثير للدهشة أن كتلة Kepler-1448 b أكبر بمعامل يبلغ 3.22 مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كثافة وشدة جاذبية مختلفة.
تتميز الكوكب الجديد أيضاً بأبعاده، إذ يبلغ نصف قطره 1.61 مرة أكبر من نصف قطر الأرض. يظهر هذا التنوع في الأحجام والأشكال بين الكواكب، والذي يثير فضول العلماء حول التشكيلات الفيزيائية والجيولوجية لمثل هذه العوالم السماوية.
تدور Kepler-1448 b حول نجمها الأم، في دورة فلكية تستغرق حوالي 0.033675566 يوم، ما يعني أن الكوكب يكمل دورته حول النجم بسرعة مذهلة، مما يضيف عنصرًا إضافيًا من التعقيد إلى هذا النظام الفلكي. تظهر نسبة الانحراف في المدار (التفاوت في مسار الدوران) قرب الصفر، مما يشير إلى أن حركة Kepler-1448 b تتميز بالاستقرار والانتظام، وهو جانب يثير اهتمام العلماء في دراسته وفهمه.
لقد تم اكتشاف Kepler-1448 b باستخدام طريقة الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الحساسة والدقيقة تمكن الباحثين من الكشف عن وجود الكواكب البعيدة وفهم خصائصها بدقة.
في الختام، يعد اكتشاف Kepler-1448 b إضافة هامة إلى خريطة الفضاء، ويمثل مصدر إلهام للمستقبل وللتساؤلات اللامتناهية حول الكواكب وأسرار الكون. إن فهم خصائص هذا العالم السماوي يفتح الأفق لمزيد من الابتكار والاستكشاف في عالم الفضاء العظيم والغامض.