في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، يتألق نجمٌ صغيرٌ يُدعى Kepler-1446 ببريقه الخافت الذي يبلغ تقديرياً 12.595 درجة حسب المقياس المطلوب لسطوع النجوم. وفي هذا النظام النجمي البعيد، يتأرجح كوكبٌ صغير يحمل اسم Kepler-1446 b، وهو جزءٌ من فصيلة الكواكب الصخرية أو المعروفة بالكواكب الأرضية المشابهة.
تعتبر Kepler-1446 b من الكواكب الزمردية التي تتميز بمسافة فاصلة تقدر بحوالي 496.0 سنة ضوئية عنا، وهي بذلك تحتل موقعاً بعيداً في سماء الليل السوداء. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الغامض في عام 2016، حينما كان العلماء يستخدمون طريقة العبور أو الانتقال (Transit) لرصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، حيث يختفي الضوء الناتج عن هذا النجم بشكل دوري ويعكس حقيقة وجود كوكب في مداره.
فيما يتعلق بخصائص Kepler-1446 b، يظهر أن كتلته تعادل نحو 0.477 مرة كتلة الأرض، مما يعني أنه أخف وزناً من كوكبنا الأزرق. وبالنسبة للأبعاد، يعتبر نصف قطره أقل بنسبة 18% من نصف قطر الأرض، حيث يبلغ معامل النصف القطري له 0.82 مقارنة بالأرض. وفيما يتعلق بمساره الدوري حول نجمه، يكمن كوكب Kepler-1446 b على بعد يُقدر بحوالي 0.0141 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران قدرها 0.0019164955 سنة، حيث يحيط به نظامه النجمي بشكل آمن.
رغم أن المسافة بين Kepler-1446 b ونجمه الأم ليست بالقريبة، إلا أنها تمثل نقطة في عالم الفضاء الواسع والمجهول، تذكيرٌ بتعدد العوالم والظواهر الفلكية الغامضة التي تستدعي فضول الإنسان وحبه لاستكشاف أسرار هذا السماء اللانهائية.