في السماء اللامعة، يتلألأ كوكب بعيد يُعرف بإسم Kepler-1427 b، مكتنزًا في نسج اللانهاية السماوية على بعد يناهز 3980.0 سنة ضوئية من الأرض. يتميز هذا العالم السماوي بتوهجه الخافت الذي يُقدر بنجميته بحوالى 15.601 وحدة نجومية. يعتبر Kepler-1427 b من فئة “الأرض العملاقة”، حيث يصنف تحديداً ككوكب فائق الأرض، ما يعني أنه يتمتع بخصائص كوكب الأرض بشكل عام ولكن بحجم أكبر.
تاريخ اكتشاف هذا العالم السماوي الرائع يعود إلى عام 2016، حينما كانت عيون العلماء تتفحص أعماق الفضاء باستخدام التكنولوجيا المتطورة. وما يجعل Kepler-1427 b أكثر إثارة هو الكشف عن تفاصيله الدقيقة والفريدة.
بالنسبة للتركيبة الكيميائية والفيزيائية لهذا العالم، يبدو أنه يختلف عن كواكبنا الداخلية. إذ يتميز بكتلة تُضاعَفُ بمعامل 1.37 مقارنة بالأرض، وهو ما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملحوظة تجاوزت بعض الحدود المألوفة. ولا يقتصر التميز على الكتلة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى القطر، حيث يتمتع Kepler-1427 b بقطر يُضاعَفُ بمعامل 1.1 مقارنة بالأرض.
تدور هذه الكوكبة السماوية الفريدة حول نجمها المشع بمدار بلغ نصف قطره 0.0197 وحدة فلكية، ويأخذ الكوكب حوالي 0.0027378509 سنة لاستكمال دورته حول النجم. ورغم أن التوجه المداري يتسم بالانتظام، إلا أن الكوكب لا يتميز بتباين في مداره، حيث يكشف العلماء عن قيمة صفر للاستطبابية، ما يعزز فريدة هذه الظاهرة في عالمنا السماوي.
تم اكتشاف Kepler-1427 b باستخدام أسلوب العبور أو العبور الكوكبي، حيث يلاحظ العلماء التغيرات الدقيقة في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه، وهو الأسلوب الذي يساعد في الكشف عن وجود الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن Kepler-1427 b يمثل جزءًا مثيرًا وغامضًا من المسح الكوكبي Kepler، ويفتح أفقًا جديدًا لفهمنا للعوالم البعيدة وتنوعها السماوي. ومع تطور التكنولوجيا والمراصد الفضائية المستقبلية، نتوقع أن يزيد الكون من أسراره، وقد تكون Kepler-1427 b مجرد نقطة في مجموعة غنية ومتنوعة من العوالم التي تنتظر اكتشافها.