عندما نلقي نظرة على السماء اللامعة في الليل، نتأمل في أسرار الكون ونتعمق في معرفة أعماق الفضاء. واحدة من تلك الأسرار المثيرة تكمن في الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ومن بين هذه الكواكب، تبرز Kepler-139 c بشكل خاص كجسم فلكي يستحق الاهتمام والبحث.
Kepler-139 c هي إحدى الكواكب الغامضة التي تدور حول نجم في السماء، وتحديداً حول Kepler-139. يتميز هذا النجم بلمعانه الذي يبلغ 12.775 في درجة السطوع الظاهرية، مما يجعله مرئياً بوضوح من قبل المراقبين الفلكيين. يبلغ المسافة بين Kepler-139 والأرض حوالي 1276.0 سنة ضوء، ما يعني أن هذا النظام النجمي يقع في منطقة بعيدة تحتاج إلى تكنولوجيا فائقة للاستكشاف والدراسة.
تتميز Kepler-139 c بخصائص فلكية ملفتة للانتباه، حيث تصنف ككوكب من نوع “نيبتوني المشابه”، مما يعني أنها تحمل تشابهًا بارزًا مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. وقد تم اكتشاف هذا الجسم الفلكي الفاتن في عام 2014 من خلال استخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على رصد انتقال الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تقليل طفيف في السطوع يمكن قياسه ودراسته.
إحدى السمات الملفتة للكوكب هي نسبته الكتلية بالمقارنة مع الأرض، حيث يبلغ مضاعف الكتلة 11.4 مرة مقارنة بكتلتنا. وعند النظر إلى قطره، يظهر أنه يعادل 30.2% من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يدعو هذا التنوع في الخصائص إلى فهم أكبر حول تكوين هذا الكوكب وتطوره في سياق الكون الواسع.
تدور Kepler-139 c حول نجمه الأم في مدار يبلغ 0.586 وحدة فلكية، وتستغرق فقط حوالي 0.4301164 يومًا لاكتمال دورتها الفلكية. تتميز المدار بانخراطها الضئيل (Eccentricity)، حيث تقترب من المدار المدور بشكل كبير. هذه الخصائص تلفت الانتباه إلى استقرار هذا الكوكب في نظامه النجمي.
بهذه الطريقة، يشكل Kepler-139 c جسما فلكيا فريدا وغنيا بالتحديات والألغاز، يلهم المستكشفين الفلكيين لاستكشاف المزيد حول تكوين الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي، ويساهم في توسيع آفاقنا حول الكون وأسراره اللامتناهية.