في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، تبرز كوكبٌ جديدٌ يُدعى Kepler-1383 b، وهو جزء من نظام نجمي مذهل يعتريه الغموض والإثارة. يعد هذا الكوكب ذا الطابع الفائق الأرضي واحدًا من تلك العجائب الفلكية التي تثير فضولنا وتفتح نوافذ من المعرفة حول الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز Kepler-1383 b بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ حوالي 3351.0 سنة ضوئية، وهي تلك الوحدة القياسية التي ترتبط بزمن السفر للضوء. ورغم أن سطوع النجم الأم الذي يحيط به، الذي يُقيم على مقياس اللمعان بقيمة 13.832، يبدو ضئيلًا بالنسبة للمشاهد البصرية، إلا أنه يشير إلى وجود عالمٍ صغيرٍ يكمن في ظلام الفضاء.
تتسم السمات الفريدة لهذا الكوكب بما يُعرف بنوع “الأرض الفائقة”، حيث يتمتع Kepler-1383 b بخصائص تجعله يستحق لقب “العملاق الصغير”. تم اكتشاف هذا العالم الفلكي الرائع في عام 2016، عندما اندلعت الحماسة في أروقة المجتمع الفلكي بفضل جهود العلماء والمهندسين الرائدين.
وفيما يتعلق بالمعلومات الفيزيائية لـ Kepler-1383 b، يظهر أن كتلته تضاعف كثيرًا مقارنةً بالأرض، حيث تصل إلى 2.57 مرة كتلتنا الكوكبية. وكأن هذا لا يكفي، يمتاز الكوكب أيضًا بشكله، إذ يبلغ نصف قطره 1.41 مرة نصف قطر الأرض، مما يجعله يتمتع بحجم استثنائي يلفت الانتباه.
يندرج Kepler-1383 b ضمن قائمة الكواكب التي تتمتع بدورة دورانية قصيرة جدًا، حيث يستغرق مداره حول نجمه الأم مدة قدرها 0.038056124 يومًا، ما يضعه في صفوف العوالم التي تتجاوز حدود السرعة والديناميات الفلكية المألوفة. ورغم أنه يسبح في مداره بشكل منتظم، إلا أن الكوكب يظهر بحالة من الاستقرار المذهل، حيث يكتسب طابعه الدائري رونقًا خاصًا يتلاءم مع مكنونات الفضاء.
وفيما يتعلق بوسيلة الكشف عن هذا الكوكب البعيد، تمت الرؤية الأولى باستخدام طريقة العبور الفلكية أو ما يُعرف بـ “Transit”. هذه الطريقة تعتمد على رصد تغيرات في اللمعان النجمي عندما يمر الكوكب أمامه، ما يسمح للعلماء بتحليل وفهم معلومات حيوية حول الكوكب وخصائصه.
في النهاية، يظل Kepler-1383 b رمزًا للغموض والجاذبية في عالم الفضاء، حيث يتربع على عرشه كجوهرة فلكية تلفت الأنظار وتلهم الباحثين والمتابعين على حد سواء، فتارةً بعد تارة، يعيد لنا هذا الكوكب تذكيرنا بأن الكون مليء بعجائب لا تنضب، وأن عالم الفضاء يحمل في طياته الكثير من الأسرار التي لا تزال تنتظر اكتشافها وفهمها.