في أعماق السماء، تتلألأ نجمة Kepler-1377 ببريقها البعيد، وعلى مداراتها ترافقها كواكب لا تُشبه غيرها. إحدى هذه الكواكب المذهلة تُدعى Kepler-1377 b، وهي من فئة الكواكب العظيمة، التي تتسم بأحجام تفوق الأرض بشكل ملحوظ. يبلغ المسافة بين هذا العالم السماوي الرائع وكوكبنا الأزرق 3739.0 سنة ضوئية، مما يضفي عليها طابع البعد البعيد والغامض.
تأتي Kepler-1377 b كواحدة من فصائل الكواكب الضخمة المعروفة بتصنيف “Super Earth”، حيث تتميز بكتلة ثنائية تزيد عن ذلك بمقدار 2.1 مرة مقارنةً بكتلة الأرض. يُضاف إلى هذا الاستثنائي الميزات الفلكية الأخرى التي تميز هذا العالم، مثل نصف قطر يبلغ 1.25 مرة نصف قطر الأرض، مما يضفي عليها سحرًا فلكيًا لا يُضاهى.
تدور Kepler-1377 b حول نجمها الأم بمدار متجاوب ودقيق، حيث تكمل دورتها في زمن قصير يبلغ 0.0019164955 سنة، مما يضعها في موقع متقدم على لائحة الكواكب التي تتنقل بسرعة في أفق الفضاء. تتبع هذه الكوكبة الفضائية مسارها بدقة تامة، ويظهر ارتباطها المحكم بنجمها الأم من خلال الطريقة التي تم اكتشافها بها، والتي هي ظاهرة العبور “Transit”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، مما يسبب تغييرًا طفيفًا في السطوع يمكن رصده من بعيد.
تم اكتشاف Kepler-1377 b في عام 2016، ما أضفى على علم الفلك لحظة مميزة وإضافة قيمة لسجل الكواكب السماوية المعروفة. يظهر هذا الاكتشاف كمثال على الروعة والتعقيد الذي يحيط بالكواكب البعيدة، وكيف يساهم الإنسان في استكشاف أسرار السماء والكواكب من خلال التكنولوجيا المتقدمة والمراقبة الدقيقة لظواهر الكون.
في النهاية، يظل Kepler-1377 b عالمًا فلكيًا مذهلاً، يروي قصة الكواكب البعيدة التي تعزز فهمنا لتشكيل الكون وتنوعه، ويسهم في رحلتنا المستمرة لاستكشاف أغوار الفضاء اللامتناهي.