في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتلألأ نجمة Kepler-1339 ببريقها الهادئ في سماء المجرة. تعتبر هذه النجمة من النجوم التي تعزف ألحان الكون، وفي رحلتنا الممتدة إلى عمق الفضاء، نجد أحد أقمارها الغامضة، Kepler-1339 b، كوكبًا فائق الإثارة يحمل في طياته العديد من الأسرار الفلكية المثيرة.
بتباعد يبلغ حوالي 1210 وحدة فلكية عن نجمه الأم، يظهر Kepler-1339 b كنقطة فلكية صغيرة في خضم هذا العرض الفضائي الشاسع. تتألق نجمة Kepler-1339 بسطوع يبلغ 12.344 درجة، وهو ما يجعلها ضمن النجوم ذات اللمعان المعتدل، ولكنها تخفي خلفها عالمًا مليئًا بالغموض والتحديات الفلكية.
يتميز Kepler-1339 b كوكب بنوعه الأرضي، حيث يصنف ككوكب قاعدي أو كما يطلق عليه “Terrestrial”. يعني ذلك أنه يحمل سمات تشبه إلى حد كبير تلك التي نجدها في كواكب المجموعة الشمسية، مما يثير الفضول حول إمكانية وجود حياة أو ظروف ملائمة للحياة على سطحه.
تم اكتشاف Kepler-1339 b في سماء الكون في عام 2016، حيث قام الفلكيون برصده بواسطة طريقة العبور أو ما يعرف بـ “Transit”. هذه الطريقة تتضمن مراقبة تغيرات في سطوع النجمة عندما يمر الكوكب أمامها، مما يشير إلى وجود كوكب يدور حولها. هذا الاكتشاف المثير ألهم الباحثين لفهم المزيد حول خصائصه وتكوينه.
بالنظر إلى الخصائص الفيزيائية لKepler-1339 b، نجد أن كتلته تعادل حوالي 28.5% من كتلة الأرض، ونصف قطره يبلغ 71% من نصف قطر الأرض. يعني ذلك أنه يعتبر أحد الكواكب الصغيرة نسبيًا، ولكن الأمور لا تتوقف هنا.
يتنقل Kepler-1339 b في مداره حول نجمه بنصف قطر يبلغ حوالي 0.0234 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.003559206 سنة. هذا يعني أن الكوكب يكمل دورة كاملة حول نجمه في وقت قصير نسبياً، مما يضيف تحديات إضافية لفهم الظواهر الفلكية المحيطة به.
ما يميز Kepler-1339 b أيضًا هو انعدام التحول في مداره، أو ما يُعرف بـ “eccentricity”، وهو ما يشير إلى أن مداره يكون دائماً دائريًا، مما يجعل حركته حول نجمه مستقرة ومتناسقة.
في النهاية، يُلقب Kepler-1339 b بكوكب الغموض والإثارة في هذا الزمان الفلكي، حيث يمثل تحفة فلكية تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي قد تفتح أفقًا جديدًا في فهمنا للكواكب خارج المجموعة الشمسية، وتزيد من إثراء معرفتنا بجماليات الكون اللامتناهي.