في نطاق مجرتنا الفسيحة، وعلى بُعد يتجاوز الألف فرسخ فلكي، يكمن عالم مدهش من الكواكب الذي تزيّن سماؤه نجمٌ صغير يُعرف بالاسم العلمي Kepler-130. ومن بين هذا العالم الفلكي، يبرز كوكبان خاصان يحملان الأسماء Kepler-130 c و Kepler-130 d، يتسمان بخصائص فريدة تجعلهما محط اهتمام العلماء ورواد الفضاء على حد سواء.
يبلغ البُعد الفاصل بين كوكب Kepler-130 c ومركز نجمه الذي يشع بلمعان يُقدر بنحو 11.572 قدر ظاهري، نحو 1033 فرسخ فلكي. يتميز هذا الكوكب بأنه من نوع “نبتوني المشابهة”، حيث يشترك في الكثير من الخصائص مع كوكب المشتري في نظامنا الشمسي. إلا أنه يتمتع بكتلة تُقدر بنحو 8.75 مرة أكثر من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًّا يجعله ذا أهمية خاصة لدى علماء الفلك.
وعند النظر إلى الأبعاد، يظهر Kepler-130 c بشكل أكبر من كوكب الأرض، إذ يبلغ نصف قطره نحو 0.259 مرة من نصف قطر الأرض. أما عن قطره مقارنة بكوكب المشتري، فيكون نحو 0.259 مرة من نصف قطره.
يدور Kepler-130 c حول نجمه الأم، وذلك على مدار يقدر بنحو 0.178 فرسخ فلكي. ويحتاج هذا الكوكب الغامض لفترة زمنية تعادل تقريباً 0.075290896 سنة لاكتمال دورته الشمسية، ما يعكس سرعة دورانه حول نجمه بأناقة فلكية.
رغم أن Kepler-130 c يكتسب سحره من خصائصه الكوكبية، إلا أنه تم اكتشافه بشكل مبهم عام 2014، حيث استخدمت تقنية العبور الكوكبي (Transit) كأسلوب للكشف عن وجوده. ويُشير هذا الاكتشاف إلى التقدم المذهل الذي حققه العلماء في رصد وفهم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
يمتاز Kepler-130 c بخصائصه الفريدة، فمع تكوينه الكتلي الضخم وحجمه الكبير، يثير فضول العلماء حول الأسرار التي قد يكشفها حول نشوء وتطور الكواكب في الكون. يتيح هذا الاكتشاف نافذة جديدة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة وتوسيع فهمنا لتنوع الأنظمة الكوكبية في الفضاء اللانهائي.