في أعماق الفضاء اللامتناهي، تتلألأ نجمة Kepler-1264 ببريقها الخافت في سماء الكون، وفي محيطها تدور عدة كواكب تكشف عن أسرارها الغامضة. من بين هذه الكواكب، نجد Kepler-1264 b، العملاق الذي يثير الدهشة بتاريخه الفلكي وخصائصه الفريدة.
تم اكتشاف Kepler-1264 b في عام 2016، عن طريق استخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغيّرًا في سطوع النجمة عندما تعبر الكوكب أمامها، مما يشير إلى وجود هذا الجسم السماوي الضخم والمثير للفضول.
تتسم Kepler-1264 b بميزات استثنائية تجعلها تبرز في عالم الكواكب الخارجية. إذ يُصنف Kepler-1264 b ككوكب فائق الأرض (Super Earth)، وهو عبارة عن عملاق غازي يتسم بكتلة تعادل 1.76 مرة كتلة الأرض. يعكس اللون الفاتح لهذا الكوكب تشابهه السطحي مع الأرض، ولكنه يحمل في طياته أسرارًا تفوق التصورات.
تتميز Kepler-1264 b بشكل هائل بنصف قطر يعادل 1.18 مرة نصف قطر الأرض، مما يشير إلى طبيعته الضخمة والمميزة في هذا النظام الشمسي البعيد. يتمدد هذا العملاق في مداره حول نجمه Kepler-1264 على بعد يبلغ 0.0191 وحدة فلكية، ما يعني أنه يقع في منطقة محددة بعناية ضمن النظام الشمسي الخاص به.
فيما يتعلق بفترة دورانه حول نجمه، تُعد فترة المدار الشاملة لـ Kepler-1264 b قدرها 0.0027378509 سنة، مما يشير إلى سرعة دوران لافتة وتأثيره البارز على بيئته الفلكية. يتمتع هذا الكوكب الفائق بدور محوري منخفض، حيث تظهر الشذوذ في مداره (الابتعاد عن الشكل الدائري) بقيمة تقارب الصفر، مما يُظهر استقراراً فريداً في تكوينه.
ومن خلال دراسته باستخدام أسلوب الكشف عن العبور، تكشف البيانات الفلكية عن سطوع Kepler-1264 ببُعد 14.629 نجمي، مما يجعله نجمًا منخفض اللمعان يتربع في سماء هذا النظام الشمسي البعيد.
إن Kepler-1264 b تشكل إضافةً قيمةً للدراسات الفلكية، حيث تفتح نافذةً جديدةً على فهمنا للكواكب الفائقة والظروف الفريدة التي قد تحتضن الحياة أو تؤثر في تشكيل البيئات الفلكية المعقدة. يستمر العلماء في استكشاف هذا الجسم السماوي الغامض، مطلعين على المزيد من الأسرار التي يمكن أن يكشفها عن طبيعة وتكوين الكواكب في هذا الكون الواسع والمليء بالتحديات والتساؤلات.