في الأعماق السحيقة للكون، وعلى بُعد يبلغ 1370 سنة ضوئية منا، تبرز كوكبان ساحران ينتميان إلى نظام نجمي يُعرف بإسم Kepler-124c. ومع أن هذا النظام النجمي قد يظهر كنقطة خافتة بلمعان قدره 14.4 من وحدة التألق النجمي، إلا أنه يحمل في طياته أسراراً مثيرة تكمن في العوالم التي تدور حوله.
في عام 2014، اكتشف العلماء Kepler-124c بواسطة طريقة العبور الكوني، حيث يتم رصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. يُعتبر هذا الاكتشاف إضافة قيمة إلى خريطة الكواكب خارج المجموعة الشمسية، مما يسهم في توسيع فهمنا للكون وتنويع العوالم التي قد تكون مواطن للحياة.
Kepler-124c، الذي يُصنف ضمن تصنيف “الأرض الضخمة”، يتمتع بخصائص فريدة تجعله جسراً بين العوالم الصغيرة والعمالقة. إذ يبلغ ضعف كتلته 3.71 مرة مقارنةً بالأرض، مما يعزز فهمنا للتنوع الكوكبي ويثير تساؤلات حول تأثير ثقله الفائق على بيئته.
تتسم الطبيعة الفريدة لـ Kepler-124c أيضاً بقطر يضاهي 1.75 مرة قطر الأرض، ما يشير إلى تنوع في تراكيب الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي. هذا التباين في الأحجام يعكس تعقيدات تكوين هذه العوالم ويفتح الباب أمام استكشاف مزيد من الظواهر الفيزيائية الفريدة.
تتميز مدارات الكواكب بأنظمةها، وبالنسبة لـ Kepler-124c، يكمن في القرب الشديد من نجمه الأم، حيث يقطع مساره حول النجم في مدة تبلغ 0.03778234 يوم. هذا الاقتراب الفائق يلقي الضوء على تنوع الظروف البيئية في الفضاء، وعلى التأثيرات المحتملة لاقتراب الكواكب من نجومها الأم.
مع ميل دائري يساوي صفر، يكشف Kepler-124c عن نظام مداري مستقر، ما يبرز استقرار الأجسام السماوية في هذا النظام الفريد. تلك التفاصيل الرائعة تضفي طابعاً فريداً على هذا العالم، مما يعزز فهمنا للتنوع الكوكبي وتطور الأنظمة الفلكية.
ومن خلال الرؤية الجديدة التي أتاحها اكتشاف Kepler-124c، نكتشف مرة أخرى أن عالمنا الفضائي لا يزال مليئاً بالألغاز والمفاجآت، مما يلهم العلماء والباحثين على استكشاف المزيد من هذه العوالم البعيدة والتعمق في أسرار الكون اللامتناهي.