في الأعماق السحيقة للفضاء اللانهائي، حيث تتلاقى الظلام والنجوم لتشكل لوحة فسيحة من الكواكب والأجرام السماوية المدهشة، نجد عالمًا جديدًا يلفه سراب الغموض والإثارة، وهو الكوكب Kepler-1229 b. يتميز هذا الكوكب بسمات فريدة وسجل اكتشاف يعود إلى عام 2016، عندما فتحت أبواب الكون لتكشف لنا عن هذا العالم الجديد الذي يقع على بُعد 866.0 سنة ضوئية منا.
Kepler-1229 b ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتحلى بخصائص فريدة تجعله يبرز في سماء الفضاء. يتميز بلمعان فائق يبلغ 16.124 درجة، مما يجعله نجمًا لامعًا في سماءه الخاصة، يلفت الأنظار ويثير فضول المستكشفين الفضائيين.
عند التحديق في خصائصه الفيزيائية، نكتشف أن Kepler-1229 b يحمل عبءًا ثقيلاً يعادل 2.54 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزنًا فائقًا يعزز فهمنا لهذا العالم المستحيل. ولكن لا يقتصر التميز على الكتلة فحسب، بل يمتد إلى الشكل أيضًا، حيث يبلغ نصف قطره 1.4 مرة نصف قطر الأرض، ما يمنحه هيئة فريدة تبرز بين باقي الكواكب.
تدور Kepler-1229 b حول نجمه بمسافة تبلغ 0.3006 وحدة فلكية، ويستغرق لها حوالي 0.23764546 يومًا لاكتمال دورتها المدارية، ما يضعها في فئة الكواكب ذات الدورات السريعة. يظهر هذا العالم الساحر ضمن نطاق مداري ثابت ولا يعاني من التغيرات الشديدة في مساره، مما يعزز استقراره في هذا النظام الفلكي المذهل.
من الجدير بالذكر أن اكتشاف Kepler-1229 b تم باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث قامت الأجهزة الفضائية برصد التغييرات في اللمعان النجمي عندما يعبر الكوكب أمام نجمه. هذا الأسلوب المتقدم للاكتشاف يسهم في توسيع نطاق معرفتنا بالكواكب البعيدة ويكشف عن تفاصيلها بشكل أكبر.
في النهاية، يظهر Kepler-1229 b كجوهرة فضائية تتلألأ في سماء الكواكب، مضيئة بلمعانها الخاص وتفرد ملامحها. إن فهم هذا العالم يفتح أمامنا أفقًا جديدًا من التساؤلات حول الكون وأسراره اللامتناهية، مما يجعله واحدًا من العوالم الفريدة والغامضة في عرين الكون.