عندما نلقي نظرة على السماء اللامعة في الليل، نجد أنها تحمل في طياتها أسراراً لا حصر لها، ومن بين هذه الأسرار تبرز الكواكب البعيدة التي تدور حول نجومها الأم. إحدى هذه الكواكب التي تعتبر جوهرة فلكية تدعى Kepler-1217 b، تقع على بُعد يناهز 4396.0 سنة ضوئية من الأرض.
ما يميز هذه الكوكب الساحرة هو نوعها الفريد، فهي تنتمي إلى فئة “الأرض الضخمة”، المعروفة بأسماء مثل “سوبر إيرث”. إنها ليست مجرد كوكب عابر، بل هي عالم يتميز بخصائص ملحوظة تجعله يبرز في سماء الفضاء. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث تمت مراقبته بعناية فائقة باستخدام الطريقة الفلكية المعروفة باسم “العبور” (Transit)، حيث يتم قياس انخفاض ضوء النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه.
إن مقدار التألق النجمي لـ Kepler-1217 يصل إلى 15.343 مقدار. رغم بعدها البعيد، إلا أنها تظهر كنقطة مضيئة في سماء الليل. وبالنظر إلى الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أنها تفوق الأرض بشكل لافت، إذ يصل مضاعف كتلته إلى 4.62 مرة كتلة الأرض، مما يجعلها تندرج تحت تصنيف “الأرض الضخمة”، وهو وصف يشير إلى كواكب تتمتع بكتلة أكبر من الأرض.
وفيما يتعلق بأبعادها، يبلغ مضاعف شعاع Kepler-1217 b 1.99 مرة من شعاع الأرض، مما يجعلها كوكباً ضخماً بالمقارنة. وتدور حول نجمها الأم بمسافة تبلغ 0.0326 وحدة فلكية، ويستغرق مدة دورتها الدورية حوالي 0.0054757018 عام، ما يجعل لديها سنة فلكية قصيرة نسبياً.
تأتي هذه المعلومات الفلكية المذهلة كشهادة على التقدم الكبير الذي أحرزته التكنولوجيا الفلكية في الكشف عن أسرار الفضاء البعيد. تحمل Kepler-1217 b معها الكثير من الألغاز والفوائد العلمية التي تشد انتباه الباحثين نحو مستقبل مليء بالاكتشافات الفلكية المثيرة.