في سماء اللامتناهية تتلألأ نجمة صغيرة وساطعة تحمل اسم Kepler-1209، وعلى بُعد يبلغ حوالي 1649 سنة ضوئية من الأرض، تكمن عالمًا فلكيًا غنيًا بالأسرار والتحديات. يسكن هذا الفضاء الفائق البُعد كوكب غامض يُعرف بفخر باسم Kepler-1209 b، الذي يُعتبر من فئة الكواكب الفائقة الأرضية.
تبرز هذه العملاقة الصغيرة في سجلات الاكتشاف الفلكي في عام 2016، حيث أُعلنت وجودها كواحدة من أبرز الكواكب الخارجية المعروفة حتى الآن. بفضل استخدام أسلوب اكتشاف العبور (Transit)، تمكن العلماء من تحديد وجود Kepler-1209 b عندما يعبر أمام نجمها الأم Kepler-1209.
يُعتبر Kepler-1209 b “سوبر أرض”، فهو يمتلك خصائص استثنائية تجعله يتفوق على كواكبنا الخاصة. تتسم هذه العملاقة بكتلة تضاعفت بمعامل يبلغ 2.89 مرة مقارنة بالأرض، مما يجسد تحديًا فلكيًا يستحق الاهتمام. وليس هذا فقط، بل يبلغ نصف قطره 1.51 مرة نصف قطر الأرض، مما يمنحه هيئة استثنائية وجاذبية فريدة.
تدور Kepler-1209 b حول نجمها الأم بمسافة تُقدر بحوالي 0.18 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 0.06954141 سنة. يظهر أنه يندرج تحت فئة الكواكب ذات الشكل المداري الدائري، حيث يكتسب قيمة صفر للشذوذ المداري (Eccentricity)، مما يجعل حركته حول نجمها تكون أكثر انتظاما وتنظيمًا.
لكن السحر الفلكي لا يتوقف هنا، فقد قدمت Kepler-1209 b للعلماء فرصة فريدة لاستكشاف تكوين الكواكب الضخمة خارج نظامنا الشمسي. مع مضاعف كتلة يفوق ذلك الخاص بالأرض، يُعتبر هذا العملاق الفضائي تحفة فلكية تفتح الأفق لفهم أعماق الفضاء وأسرار تشكيل الكواكب الغامضة.
في ختام هذه الرحلة الفلكية، تبقى Kepler-1209 b تحفة نادرة في سماء الليل، تضيء ببريقها الخاص في فضاء لا ينتهي، وتثير التساؤلات حول أصلها وتأثيرها على مفهومنا للكواكب الفائقة الأرضية.