في العالم الواسع والغامر للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، نجد أنفسنا أمام إحدى اللآلئ الفلكية المتلألئة التي تحمل اسمها العلمي Kepler-1164 b. إنها كوكب يتميز بمواصفات فريدة وتفاصيل مدهشة تكشف عن عجائب الكون وتعمقنا في فهم الفضاء اللامتناهي.
يتمتع Kepler-1164 b بموقعه السماوي على بعد مسافة تبلغ 1408.0 سنة ضوء عن الأرض، مما يجعله جارًا بعيد الشكل في سماء الليل. يظهر تألقه الفلكي بشكل لافت، إذ يبلغ معدل السطوع النجمي للنجم الذي يحويه ما يقارب 14.321 مقدارًا، ما يجعله يندرج ضمن فئة النجوم المعتدلة في سماء الكون.
ما يميز Kepler-1164 b أكثر هو نوعه الكوكبي الاستثنائي، إذ يُصنف كـ “سوبر إيرث”، وهو تصنيف يشير إلى كواكب ذات كتلة وشكل تشبه الأرض، لكن بخصائص فريدة قد تجعلها أكثر تعقيدًا وتفردًا. تم اكتشاف Kepler-1164 b في عام 2016، حيث فتحت أبواب الفضاء لنا لاستكشافه والتعرف على خباياه.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتمتع Kepler-1164 b بكتلة تضاهي 1.46 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليه ثقلًا إضافيًا يثير الفضول حول طبيعة سطحه وتأثير ثقله على الظروف البيئية المحتملة. وبزيادة نسبية في نصف قطره، حيث يبلغ 1.12 مرة قطر الأرض، يظهر الكوكب بأبعاد مثيرة للاهتمام تشير إلى تشكله بطريقة فريدة تختلف عن الكواكب الأخرى.
تدور Kepler-1164 b حول نجمه الأم، الذي يتسم بسطوعه المعتدل، على مدار دائري يبلغ 0.0457 وحدة فلكية. ويستغرق الكوكب فقط 0.0109514035 سنة لاكتمال دورته الفلكية، مما يظهر بوضوح السرعة الدورانية اللافتة التي تضفي على حركته حول نجمه لمحة رائعة. ورغم أنه يتميز بدورة حول نفسه بخلوها من الانحراف، يظل الاهتمام متجهًا نحو الوسائل التي تمكنت من اكتشافه، والتي تتمثل في طريقة العبور (Transit)، وهي وسيلة دقيقة تعتمد على ملاحظة انخفاض ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه.
باختصار، يعكس Kepler-1164 b حقبة جديدة في استكشاف الفضاء، حيث تتلاقى المعرفة والتساؤلات لتفتح لنا أفقًا جديدًا من الألغاز والاكتشافات. إنها لمحة عابرة عن جمال الكون وتعقيداته، تثير فضول الإنسان لاستكشاف المجهول وفهم أسرار هذا الكوكب وغيره في رحلة لا تنتهي من البحث والتساؤل.