في أعماق السماء اللامتناهية، حيث يتجول أفق الكواكب والنجوم، نلتقي بعالم فلكي مدهش يتسم بالغموض والتفرد، وفي هذا السياق البعيد، تبرز كوكبٌ ساحر يُدعى Kepler-1143 c، يقع على بعد يناهز 1811.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض. يتسم هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله نموذجًا ملهمًا في عالم الفلك.
يتألق Kepler-1143 c ببريقٍ محاط بالغموض، حيث يبلغ درجة السطوع النجمية للنجم الذي يستضيفه 15.493، مما يمنحه إطلالة فاتنة تتناغم مع قصة الفضاء الرائعة. يعتبر هذا الكوكب من فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون، حيث يشير نوعه إلى تشابهه بالخصائص مع العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف Kepler-1143 c في سنة 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك. يتميز هذا الكوكب بكتلة فائقة، حيث يبلغ معامل الكتلة المتعلق بالأرض ضعفين ونصف، ويُعَدُّ هذا الاختلاف في الكتلة جزءًا من اللغز الذي يحاول العلماء فك تشفيره حول تكوينه وتطوره.
ما يميز Kepler-1143 c أكثر هو حجمه المميز، حيث يبلغ نصف قطره ثلث قطر المشتري، ويرتبط هذا الحجم الفائق بمفهوم “النسبة إلى المشتري”، مما يجعله جسمًا كونيًا فريدًا بكل تأكيد.
تتألق المحيطات الفضائية حول Kepler-1143 c بالألوان الزاهية للألغام النجمية المنتشرة، ويدور الكوكب في فلكه الخاص بنصف قطر يبلغ 0.6477 وفترة دوران تبلغ 0.5765914 سنة. يتسم مداره بعدم وجود تمدد في مساره، حيث يظل مستقيمًا في رحلته حول النجم الذي يعتبر منزلاً له.
على صعيد الاكتشاف، تم استخدام طريقة العبور (Transit) لرصد Kepler-1143 c، حيث يتم تحليل تغيرات السطوع النجمي لاستنتاج مرور الكوكب أمام النجم الأم. هذه التقنية تمكن العلماء من استخلاص معلومات قيمة حول خصائص الكوكب، مما يسهم في توسيع فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن Kepler-1143 c يمثل رحلة استكشافية مثيرة في عالم الكواكب البعيدة، ويشكل تحديًا مستمرًا للباحثين لفهم أسرار تكوينه وتطوره. إنه قطعة لامعة في لغز الفضاء اللانهائي، تتحفنا بجمالها وتعيد تعريف فهمنا للكواكب البعيدة وأسرارها المثيرة.