في سماء اللانهاية المظلمة، يتلألأ كوكب جديد يدعى Kepler-1128 b، كنجم يبعث بنور خافت يمتاز ببريقه الذي يبلغ 15.934 من القدر الظاهري النجمي. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 3534.0 سنة ضوء، حيث يتسلل إلى أعيننا كجوهرة ثمينة في كوكبة من كواكب الفضاء.
Kepler-1128 b يُعتبر من فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون، حيث يشترك في العديد من الخصائص التي تجعله يشبه هذا العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. اكتشف هذا الكوكب الساحر في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام المستكشفين الفضائيين وعلماء الفلك.
السمة المميزة لكوكب Kepler-1128 b تكمن في كتلته الهائلة، حيث يتجاوز وزنها ضعفين ونصف وزن كوكب الأرض، مع مضاعف كتلة يبلغ 12.9 مقارنة بكوكبنا الزرقاء. يعد هذا الاكتشاف ملفتًا للنظر، حيث يفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لتشكل وتكوين الكواكب الضخمة في أنظمة النجوم البعيدة.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز Kepler-1128 b بأبعاده الفائقة، إذ يعد نصف قطره هو الربع فقط من نصف قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي، حيث يبلغ مضاعف النصف قطر 0.326. تلك الأرقام الهائلة تجعله كوكبًا فريدًا بحق في عالم الكواكب الضخمة.
عندما نتنقل إلى مدار Kepler-1128 b حول نجمه، نجد أنه يتميز بمسافة دوران قدرها 0.302 من وحدة فلكية، وبفترة دوران تقدر بحوالي 0.16865161 سنة. تمتلك هذه الدورة الفلكية المثيرة للاهتمام تأثيرات مدهشة على الطقس والبيئة الكوكبية، حيث يتعامل الكوكب مع تأثيرات الإشعاع والحرارة بطريقة فريدة.
من الناحية الفنية، يظهر Kepler-1128 b لا يملك حركة إهليلجية (eccentricity) ويتم اكتشافه باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يمر أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغير في السطوع يمكن قياسه، مما يسهل على العلماء تحديد معلومات دقيقة حول الكوكب ومحيطه.
في النهاية، يتجلى Kepler-1128 b كجسر بين عوالمنا وعوالم أخرى، حيث يقدم إلينا نافذة فريدة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة وتشكيلها. إن هذا الكوكب الذي ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة يعكس جمال الكون وتعقيداته، ويعد تحفة فنية في علم الفلك الحديث الذي يعيد تعريف الحدود والإمكانيات للمستكشفين والعلماء على حد سواء.