في أعماق السماء، تتجلى روعة الكون من خلال الكواكب البعيدة التي تدور حول نجومها اللامعة. أحد هذه العوالم الغامضة هي Kepler-1090 b، كوكب ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2016، وهو يقع على بعد يزيد عن 2800 سنة ضوئية من الأرض.
بالرغم من بُعد Kepler-1090 b، إلا أن معلوماته تظهر بكل وضوح كما لو كان قريبًا، فقد تم قياس سطوع النجم الذي يضيء لهذا الكوكب ووجد أنه يبلغ 15.31 درجة. إن هذا الرقم يلقي الضوء على حجمه وكبريائه في الفضاء، حيث يتلألأ في سماء كوننا اللامتناهية.
وعندما نتناول معرفة تكوين Kepler-1090 b، نجده يتميز بكتلة ضخمة تعادل 5.69 مرة كتلة الأرض. يعكس هذا التفوق الكوني مدى قوة الجاذبية التي تسيطر على هذا الكوكب، مما يجعله ذا كتلة هائلة تتحدى الجاذبية الأرضية. ولتوضيح أبعاده، يبلغ نصف قطره 0.201 مرة نصف قطر المشتري، مما يجعله يشبه إلى حد كبير كوكب نبتون في مظهره الخارجي.
تأخذنا معلومات الكواكب في رحلة عبر مداراتها، وهنا يكمن Kepler-1090 b في مسار دائري حول نجمه بنصف قطر يبلغ 0.6364 وحدة فلكية. يستغرق هذا الكوكب العملاق حوالي 0.54 يومًا ليكمل دورته الشمسية، ما يجسد سرعة دورانه حول مصدر ضوءه وحيويته في هذا النظام الفلكي البعيد.
لاحظ علماء الفلك هذا الكوكب المثير باستخدام طريقة الكشف عن العبور أثناء رصد النجوم، وهي الطريقة التي تُعدُّ إحدى أساليب الكشف المتقدمة في علم الفلك. عندما يمر Kepler-1090 b أمام نجمه، يحجب قليلاً من الضوء المنبعث من النجم، مما يتيح للعلماء استنتاج وجود هذا الكوكب وخصائصه المثيرة.
في الختام، يُظهر Kepler-1090 b نموذجًا فريدًا من نوعه في عالم الكواكب البعيدة، حيث يجمع بين الكم الهائل للكتلة والأبعاد الشاسعة، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من لغز الكون وأسراره اللامتناهية.