في الأعماق البعيدة للسماء، تتناغم الكواكب الفائقة في عرضها الساحر، ومن بين هذه الكواكب التي تعزف سيمفونيتها الفلكية هو كوكب Kepler-1073 c. يعتبر هذا الكوكب العملاق من نوع “سوبر إرث”، حيث تتسم سماته بالغة الاستثنائية والتي تثير فضول علماء الفلك ورواد الفضاء على حد سواء.
يتألق Kepler-1073 c في سماء الفضاء على بعد يتجاوز 2642 وحدة فلكية عن الأرض، ويكمن جماله في توهجه الخافت الذي يبلغ درجة التوهج النجمي للنجم المضيء بـ 14.749، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية الغامضة والمثيرة للاهتمام.
تأتي اكتشافات الفضاء بأسرار جديدة، وفي عام 2016، كشف العلماء عن وجود Kepler-1073 c باستخدام أسلوب العابرة “Transit”، حيث يتم رصد تغيرات في إشعاع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف المبهر يفتح أبواب الفهم لعوالم لا نعرف عنها سوى القليل، ويثير تساؤلات حول الطبيعة الفيزيائية لهذا الكوكب الغامض.
إن معلومات كوكب Kepler-1073 c تتسم بالتعقيد، حيث يتجلى وزنه بمعامل يبلغ 3.33 مرة وزن الأرض، مما يمنحه كتلة هائلة ويبرزه ككوكب فائق الحجم. وبالنظر إلى نصف قطره، الذي يعادل 1.64 مرة نصف قطر الأرض، نجد أنه يندرج تحت فئة الكواكب الفائقة الأرضية، ما يجعله محط اهتمام خبراء الفلك الباحثين عن أسرار تشكيل الكواكب.
تتداول Kepler-1073 c حول نجمه الأم على مدار مدارها البارز البالغ 0.0483 وحدة فلكية، ويستغرق مدة دورتها الدورية حوالي 0.0109514035 سنة، مما يعني أنها تنقضي أوقاتاً قصيرة نسبياً في إكمال دورتها الشمسية. ورغم أنها تتميز بالدوران بشكل دائم حول نجمها، فإنها تظهر بشكل ثابت دون أن تتخذ مسارات غير تقليدية في مدارها.
إضافة إلى ذلك، يظهر Kepler-1073 c بأبعاد استثنائية لا تقتصر على الوزن والحجم فقط، بل تمتد إلى خصائص أخرى كاستقامة مدارها بدون تموجات “eccentricity”، ما يجعلها واحدة من الكواكب الفائقة الاستثنائية في هذا السياق.
يتساءل الباحثون والعلماء عن طبيعة هذا العالم الفضائي وتكوينه الدقيق، وكيف يمكن أن يؤثر وجوده على فهمنا للكواكب الأخرى والظواهر الفلكية. إن Kepler-1073 c تمثل نافذة فريدة لاستكشاف أسرار الفضاء اللامتناهي، حيث تتحدى الحدود الحالية لفهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتفتح أفقًا جديدًا من الأسرار لتحفيز فضول الإنسان ورغبته في استكشاف أغوار الكون.