في سماء اللانهاية، حيث تتسارع الأفكار إلى أبعد حدود الكون، نجد أحد أجرام السماء المدهشة، يدعى Kepler-1021 b. يشكل هذا الكوكب البعيد جزءًا من مسرح فلكي لا ينضب، حيث يلف حول نجمه المشع في رحلة لا تعد ولا تحصى على مدار يحمل في طياته أسرار الفضاء البعيد.
يقع Kepler-1021 b على بُعد غير مألوف تمامًا، حيث تصل البعد بينه وبيننا إلى 2642.0 سنة ضوئية. تمتاز هذه الكوكبة بتألق فلكي يبلغ تقديره 15.207 نقطة ضوء، مما يضفي عليها سحرًا فلكيًا خاصًا يُظهر في أعماق السماء اللامتناهية.
عندما ننظر إلى خصائص Kepler-1021 b، نجد أنه يتشابه بشكل لافت مع كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي. يُصنف هذا العملاق الغازي ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يتميز بخصائص تجعله يشبه بشكل لافت كوكب نبتون العملاق.
اكتشف علماء الفلك هذا العالم البعيد في عام 2016، حين كشفت تقنية العبور (Transit) عن تلك اللحظة الساحرة عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، كما يُرصد من منظورنا الأرضي. هذا الاكتشاف البارز أضاء دربًا جديدًا في سجلات استكشاف الفضاء، وأضفى بصمة تاريخية على فهمنا للكواكب البعيدة.
تعتبر الخصائص الفيزيائية لKepler-1021 b أمرًا فريدًا وملفتًا للنظر. يبلغ مضاعف كتلته 6.04 مرات مضاعف كتلة الأرض، مما يكسبه كتلاً هائلة في عالم الكواكب البعيدة. يعد نصف قطره أكثر تكثيفًا، حيث يبلغ 0.208 من نصف قطر كوكب المشتري، مما يشير إلى أبعاده الضخمة والمثيرة.
تحدق العيون الفضائية في مدار Kepler-1021 b حيث يتنقل على مدار دائري بنصف قطر يعادل 0.1034 من وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.036960986 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. تلك الرحلة المذهلة حول نجمه تكشف عن نظام فلكي مذهل، حيث يتلاعب الكوكب بقوانين الجاذبية ويرقص بإنسجام على نغمات الكون.
وفي سياق تكنولوجيا الاكتشاف، تم استخدام تقنية العبور (Transit) لاكتشاف Kepler-1021 b. هذه التقنية الراقية تعتمد على ملاحظة تغيير في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح للعلماء تحديد حجمه وتكوينه بدقة.
في نهاية المطاف، يظهر Kepler-1021 b كجوهرة ثمينة في سماء الفضاء، يرسم لنا لوحة فريدة من نوعها عن جمال وتعقيد الكواكب البعيدة. إنه عالم يعيش بين الأنجم، يحمل في طياته ألغازًا لا تعد ولا تحصى، ويستمر في تحفيز فضول الإنسان لاستكشاف أعماقه وفهمه.