في عمق أحداث مانغا “Kemono Jihen”، نجد أنفسنا مغمورين في عالم من الغموض والأكشن الذي يتخلله الخيوط الخفية للفانتازيا المعاصرة، وهو عالم يعكس رؤية فريدة وغامضة للطيات الخفية للواقع والأكاذيب التي تختبئ في ظلاله.
تتبع القصة حياة إينوغامي، المحقق الذي يتخصص في مجال الأمور الخارقة في طوكيو، والذي يتورط في أحداث درامية تأخذه إلى قرية نائية. هنا يكتشف “دوروتابو”، الفتى الغريب الذي يُلقب بهذا اللقب المستمد من يوكاي يخيم على حقول الأرز الطينية. الفتى، الذي لا يملك والدين ويبث جوًا من الغموض والإثارة، ينبعث منه رائحة كريهة تثير سخط المحيطين به. ولكن يدرك إينوغامي بسرعة أن هناك شيئًا أكثر وحشية في “دوروتابو” من مجرد لقبه، وهو الأمر الذي يتبين عندما يتحد الاثنان للتحقيق في هجمات مخلوق غير بشري على الماشية المحلية.
يبرز السرعان ما يبدو وكأنه تكوين علاقة فريدة بين إينوغامي ودوروتابو، حيث يكتشف المحقق أنه قد يكون بوسعه تأطير هذا الفتى الذي تعرض للإهمال وتدريبه لمواجهة الوحوش الخارقة الخفية في هذا العالم. وهنا تظهر القدرات الغريبة لجسده الذي يحمل في طياته قوى غامضة.
تتميز المانغا بسرد ممتع وأسلوب فني يشد الانتباه، وتدفع القصة إلى الأمام بإثارة تتلاعب بالعناصر الخيالية والتشويق، وذلك بما يتناغم مع تصنيفاتها المتعددة كأعمال الأكشن والغموض والشونين والفانتازيا المعاصرة. الشخصيات الغير بشرية والمخلوقات الخارقة والغموض الداكن يمزجون معًا ليخلقوا أطوارًا رائعة من التشويق والتحديات التي تجعل المانغا تندمج ببراعة في عالمها الفريد.
مع إصدارها في عام 2016، تعكس “Kemono Jihen” رحلة مثيرة تتخذنا بعيدًا عن العالم الواقع إلى عوالم مظلمة مليئة بالألغاز والمخاطر، وتتيح للقراء استكشاف جوانب جديدة من الفانتازيا اليابانية المعاصرة. تأخذنا هذه المانغا في رحلة مثيرة ومعقدة تجسد تفاصيل دقيقة وأحداثًا متشابكة، وتتركنا في حيرة مستمرة بين الحقيقة والخيال.