عندما نتحدث عن كواكب الفضاء وأجرامه، يظهر أمامنا عالمٌ غامض ومليء بالعجائب والاكتشافات الرائعة. إحدى هذه الكواكب التي أثارت اهتمام المجتمع الفلكي هي “KELT-24 b”. يعد اكتشافها في عام 2019 إضافةً مهمة إلى خريطة الكواكب الفضائية المعروفة.
تتميز KELT-24 b بموقعها البعيد عنا بمسافة تبلغ 315.0 سنة ضوئية، ما يجعلها تتدلى في الفسحة اللامتناهية للكون. تلك المسافة الشاسعة تمنحها طابع الغموض والبُعد، فهي تتراقص في أفق الليل كجسم غازي ضخم يلفه اللامنتهية الفضائية.
ما يميز هذا العالم الفضائي هو السطوع الفائق لنجمها الأم، إذ يبلغ مقدار سطوعه 8.34 درجة. يعتبر هذا النجم مشعًا ولامعًا في سماء الليل، وهو يسلط الضوء على عالمه الغامض بأنواره الخافتة والمتلألئة.
أما بالنسبة للكوكب ذاته، فإنه يتبنى هوية العملاق الغازي، حيث يُصنف كـ “Gas Giant”. يتسم هذا النوع من الكواكب بطبيعته الجاذبة والكتلة الهائلة، مما يخلق عالمًا جذابًا للباحثين والفلكيين.
تتعدد معلومات KELT-24 b فيما يتعلق بخصائصها الفيزيائية، إذ يشير إلى أن كتلتها تعادل 5.18 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي الشهير في نظامنا الشمسي. وبالمثل، يُرفق لها نصيب من الحجم، حيث يعادل نصف قطرها 1.272 مرة قطر المشتري، مما يبرز الأبعاد الهائلة لهذا الجسم الفلكي.
تأتي أحداثها في سياق حركة الكواكب حول نجمها، إذ يبلغ معامل البعد الزاوي 0.06969، ويستغرق الكوكب 0.015331964 يومًا لاكتمال دورته حول النجم الذي يحيط به. هذا الاقتراب والابتعاد المتكرر يمنح الباحثين نافذة فريدة لاستكشاف تفاصيل حركتها وتأثيراتها على بيئتها الفلكية.
تزيد من سحر KELT-24 b أيضًا الانحراف المداري الذي يُعبر عنه بقيمة الانحراف 0.08، مما يعزز من تعقيد النظام الفلكي الذي تندرج فيه هذه الكوكبة الساحرة.
تمت عملية اكتشاف KELT-24 b باستخدام طريقة العبور الفلكي، حيث يتم رصد تغييرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. يعتبر هذا الأسلوب وسيلة حساسة وفعّالة لاكتشاف الكواكب البعيدة وتحليل خصائصها بدقة.
إن اكتشاف KELT-24 b يبرز أهمية استمرار البحث والمراقبة في سماء الليل، حيث يكمن الكثير من الأسرار والمفاجآت التي تنتظر الكشف عنها. فالفضاء يمثل حقلًا لا نهائيًا للاستكشاف، وكل نجم وكوكب يحمل في طياته قصة مثيرة تنتظر أن يسطع الضوء عليها.