في الأعماق السحيقة للسماء، وعلى بُعد يصل إلى 1059 سنة ضوئية، تتوسط علوم الفلك كوكبٌ جديد يُدعى KELT-15 b. يندرج هذا الكوكب في فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بطابعه الفريد والغامض في عالم الكواكب الخارجية. تلمع هذه الجوهرة السماوية بلمعان مُبهر، ويرصد معدل سطوعها النجمي بحوالي 11.39 درجة.
اكتشف هذا العالم الفضائي البديع في عام 2016، حيث فتحت لنا أبواب الغموض والتساؤلات حول تكوينه وطبيعته. يتميز KELT-15 b بخصائص فريدة، حيث يكمن سر جاذبيته في كونه عملاقًا غازيًا وزائد الحجم، إذ يبلغ ضعفًا وثلاثين مرة من كتلة المشتري. وفي هذا السياق، يكون لدينا توازن فلكي مثير ينعكس في معامل الكتلة، الذي يبلغ 1.31 مقارنة بكتلة المشتري.
تعكس الأبعاد الضخمة لهذا الكوكب الغازي التي تضاعف بنسبة 1.74 مقارنة بشكل المشتري، عنصرًا من التنوع والغموض في هذا الكوكب البعيد. إذ يكون له نصيب وافر من الغلاف الجوي الضخم، مما يعزز جاذبيته وأهميته الفلكية.
يتوضح لنا أيضًا أن KELT-15 b يتجاوز المشتري في مسافته عن النجم الأم، حيث يقطن في مدار ذي نصف قطر يبلغ 0.04613 وحدة فلكية. ويستغرق هذا الكوكب الغريب حوالي 0.009034907 سنة لاستكمال دورته الفلكية حول نجمه الأم. تظهر تلك الحقائق الفلكية الدقيقة أن هذا العالم الغازي يتمتع بحركة تدورية دقيقة ومحسوبة.
وكما يتضح، يكتنف KELT-15 b خصائص دورانه بالانتظام، إذ يظهر أنه يفتقر إلى التمدد في مداره، حيث يكون التشوه المداري عدمه بنسبة 0.0، مما يشير إلى استقرار وثبات في مسار حركته.
وفي عالم الاكتشافات الفلكية، اعتمدنا على أسلوب العبور لاكتشاف KELT-15 b، حيث يُلقب بـ “Transit” وهو الطريقة التي تتيح لنا الكشف عن الكواكب البعيدة من خلال ملاحظة تغيير سطوع النجم الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. هذه التقنية الفريدة ساهمت في إضافة هذا الكوكب إلى قائمة العوالم الفضائية التي تم تحديدها بطرق مذهلة.
في الختام، تتناغم هذه الروائع الفلكية لتجسد لنا لوحة فلكية فريدة، حيث يندمج الغموض والجمال في تكوين KELT-15 b، الكوكب الذي أضاء سماء الفضاء بلمعانه وألوانه الفريدة.