في نطاق لامتناهي والذي يشكل عجائب الكون، نجد أنفسنا أمام إحدى الكواكب الساحرة والمثيرة، تحمل اسم K2-8 c. هذا الكوكب الذي يتوسط الفضاء البعيد بفخر، يبعد عنا بمسافة تقدر بـ 1316.0 سنة ضوئية، مما يجعله يحتل مكانة خاصة في عرض تصنيفات الكواكب البعيدة.
وعلى الرغم من بعده الفلكي، يزين سطح هذا الكوكب بجمال فريد وجذاب، إذ يتميز بنوع خاص من الكواكب يشبه كوكب نبتون. يطلق عليه وصف “نبتوني المشابه” نظرًا لتشابهه البارز مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يمكن وصفه بأنه عالم غامض يحمل في طياته أسرار الكون وتكوينه.
تم اكتشاف K2-8 c في عام 2016، مما جعله واحدًا من أحدث الكواكب التي تم رصدها في سماء الليل. وقد أثار اكتشافه إعجاب المجتمع الفلكي وزاد من حجم الألغاز التي يحملها معه. يبلغ التألق النجمي للنجم الذي يستضيف K2-8 c حوالي 14.801، مما يجعله ضعيفًا نسبيًا في الليلة السماوية، ولكنه يسهم في إضافة سحر خاص لمحيط هذا العالم الفلكي.
وفيما يتعلق بمعلومات الأبعاد والتكوين، يظهر K2-8 c بصورة ممتازة في هذا الاستعراض. إذ يتمتع بكتلة تزيد عن 6.39 مرة مقارنة بالأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يشير إلى كثافة مادية مذهلة. يعد نصف قطره أيضًا محط اهتمام، إذ يبلغ 0.215 من نصف قطر المشتري، الأمر الذي يجعله يندرج تحت فئة الكواكب الضخمة.
وعلى صعيد المدار والحركة، يدور K2-8 c حول نجمه الأم في مسار دائري يتميز بنصف قطر يقدر بحوالي 0.0532 وحولة كاملة يستغرق حوالي 0.013963039 من الزمن الأرضي. تتسم حركته بعدم الترابط، حيث يظهر أن الكوكب يتبع مدارًا دائريًا تقريبيًا دون تغيرات بارزة في الشكل، وهو أمر يضيف إلى سحر هذا العالم البعيد.
وكما لا يختلف النجوم، فإن طريقة اكتشاف K2-8 c كانت باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يراقب العلماء تغيرات في النجوم الأمامية عندما يمر الكوكب أمام نجمه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح بالكشف عن وجود الكواكب وتحديد بعض خصائصها.
في الختام، يبقى K2-8 c كوكبًا يثير الفضول والتساؤلات في نفوس الباحثين وعشاق علم الفلك على حد سواء. إنه عالم غامض في الفضاء البعيد يقف كشاهد على تعقيدات وروعة الكون، ويمثل إضافة مميزة إلى كتالوج الكواكب التي تزين سماء الليل اللانهائية.