في العالم البعيد للغاية الذي يحمل اسم K2-58، يتلألأ كوكب سمي بـ K2-58 b بكل جلاله في سماء الكون. يتميز هذا الكوكب بموقعه البعيد الذي يبعد حوالي 593.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يضفي عليه طابع الغموض والبعد الفلكي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث تم التعرف على وجوده من خلال استخدام أسلوب العبور الذي يعتمد على رصد انخفاض في سطوع النجم الأمامي عندما يمر الكوكب أمامه.
K2-58 b ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة الغازية المشابهة للكوكب نبتون، حيث يكون له هيكل وخصائص مشابهة تجعله يستحق لقب “نيبتون البعيد”. يمتاز هذا الكوكب بكتلة تعادل 7.65 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كتلة ضخمة بشكل ملحوظ، وهو يتألق في مجموعته الفلكية ببريق لا يقل أهمية عن 12.415 مقدار اللمعان الشمسي.
قد تكون البُعد الفلكي المستقطب مناسبًا لحياة هذا الكوكب البديع، إذ يتميز بمسافة دائرية حول نجمه الأم بلغت 0.0692 وحدة فلكية. وعلى الرغم من أنه يدور حول نجمه بفترة دوران تبلغ حوالي 0.01943874 يومًا، إلا أنه يتمتع بتمركز يسير يصل إلى صفر، مما يجعل حركته حول نجمه مستقرة وتقترب من حركة دوران الكواكب في نظامنا الشمسي.
لا يمكن إغفال التأثير المذهل لهيكل K2-58 b، حيث يظهر بحجم 0.239 من نصف قطر كوكب المشتري، ما يمنحه طابعًا فلكيًا فريدًا. ويتميز الكوكب أيضًا بقدرته الخارقة على التلاعب بالجاذبية، حيث يعبر عن كتلة هائلة بالنسبة للأرض ويخضع لتأثيرات ثقل قوية.
بالنظر إلى طريقة اكتشافه، فقد تم رصده باستخدام أسلوب العبور أثناء مراقبة انخفاض في سطوع النجم الأم، وهو أمر يضيف إلى قائمة الكواكب البعيدة التي تستدعي فضول الإنسان وتحدثه عن تفاصيل الكون اللامتناهي بأبعاده وتعقيداته الرائعة.