عندما نتسلل إلى عالم الكواكب البعيدة والفضاء الغامض، نجد أنفسنا أمام إحدى ألمع النجوم في سماء اللانهاية، وهي نجمة K2-396، وفي مدارها تتألق كوكب غامض يُعرف باسم K2-396 b. يتميز هذا الكوكب بمواصفات فريدة وغامضة، تجعله جوهرة لا تُضاهى في عرض الكون.
يتباهى كوكب K2-396 b بمسافة فائقة البعد، حيث يبلغ بُعدُه عنا نحو 897.0 سنة ضوئية، ما يعني أن ضوء النجمة K2-396 يستغرق كل هذا الوقت ليصل إلى عيوننا. وعلى الرغم من بُعدِه الهائل، يظهر لنا هذا الكوكب كواحد من ألمع النقاط في سماء الليل.
وحيث تكمن الغموض والإثارة، يتبلور لدينا حقائق مذهلة عن خصائص K2-396 b. إنه كوكب عظيم الحجم يُصنف تحت فئة “الأرض الضخمة”، حيث يزن ثلاثة أضعاف كتلة الأرض. هذا يعني أن لديه جاذبية هائلة، تختلف كثيرًا عن تلك التي نعيش بها على كوكبنا الأم.
وكما لو كانت قصة هذا الكوكب غامضة فحسب، فإن التقارير تشير إلى أن K2-396 b يتميز بقطر يزيد عن قطر الأرض بنسبة 57.9%. هذا يجعله “الأرض الضخمة” بكل تأكيد، ولكن مع مميزات خاصة تجعله يبرز بفخر في سماء عالمنا الفلكي.
وفيما يتعلق بمداره، يدور K2-396 b حول نجمه الأم، ولكن تظل بعض المعلومات مجهولة، حيث لا يُعرف بدقة عن مسافته الدائرية أو فترة مداره. ومع ذلك، يظهر أنه يستغرق وقتًا هائلًا ليكمل دورته حول النجم، مما يضيف للغز هذا الكوكب.
تم اكتشاف K2-396 b بواسطة طريقة العبور (Transit) في عام 2022، وهي تقنية تتيح للعلماء رصد انخفاض في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف المثير لا يشير فقط إلى وجود كوكب في هذا النظام، بل يلقي الضوء على تقنيات الرصد المتقدمة التي تمكننا من استكشاف أغوار الفضاء اللامتناهي بطرق لم نكن نحلم بها في الماضي.
وهكذا، يظهر K2-396 b كجوهرة فريدة في تاج الفضاء، محمّلاً بأسرار وتحديات لم تكن في أحلامنا الأبعد. فالكواكب والنجوم تتداخل في رقصة غامضة في السماء، وكل اكتشاف يفتح أمامنا نافذة جديدة إلى عالم لا حدود له، مما يجعل رحلتنا في استكشاف الفضاء أكثر إثارة وتشويقًا.