في إحدى الزوايا النائية للفضاء، حيث تتجاوز السحب الغامضة والنجوم اللامعة، يكمن عالم مليء بالغرائب والإثارة، وهو الكوكب K2-338 b. يظهر هذا الكوكب البعيد في سماء الكون بأمجاده، ويتألق بأسراره التي لم تكشف بعد.
يبدو أن K2-338 b هو عبارة عن عملاق فضائي ينتمي إلى فئة “سوبر إيرث”. هذا الاكتشاف الرائع أتى في عام 2016، حينما تسلل العلماء إلى أغوار السماء باستخدام وسائل رصد فلكية حديثة، حاملين معهم تساؤلاتهم وآمالهم في كشف أسرار الفضاء.
تتميز K2-338 b بخصائص فريدة تضفي عليه طابعًا فريدًا بين كواكب هذا الكون الواسع. يبلغ معامل كتلته 1.08 مضاعفًا لكتلة الأرض، مما يجعله يحمل معه حملاً إضافيًا ملحوظًا. وبالمثل، يتمتع بنصف قطر يعادل 1.03 مضاعفًا لقطر الأرض، مما يمنحه حجمًا استثنائيًا يثير الفضول والتساؤلات حول تكوينه وبنيته الداخلية.
رغم أن المعلومات المتاحة تشير إلى عدم توفر قيم لمداره الفلكي، فإن العلماء يستمرون في محاولة فهم الطبيعة الدقيقة لحركته حول نجمه الأم. يُشير الطريقة التي تم اكتشافه بها، وهي العبور أو الترانزيت، إلى أن K2-338 b يعبر أمام نجمه، مما يسمح للمراقبين على الأرض بالكشف عن تقلبات طفيفة في الإشعاع، تلك التي قد تكون ناتجة عن وجود كوكب يمر بيننا وبين نجمه.
تظهر القيمة الكونية لكوكب K2-338 b بشكل واضح في تفاصيل اكتشافه. ومع أن البعد الذي يبلغ 512 فرسخ فلكي يجعله بعيدًا عنا، يتميز بتوهجه الخافت الذي يظهر في سماءنا بتألق رائع ويدعونا إلى الغوص في أعماق الفضاء لاستكشاف المزيد من أسراره وروعته الفلكية.