في سماء اللامكان، حيث تتداخل النجوم وترقص الكواكب في رقصتها اللامتناهية، نجد جمالًا مذهلاً يكمن في كل نقطة من هذا الفضاء الواسع. وفي هذا الإطار السحري، يظهر لنا كوكبٌ ساحر يدعى K2-255 b، كتحفة نادرة في تاريخ الاستكشاف الفلكي البشري.
إن K2-255 b يتميز بتباينه البعيد في سماء الليل، حيث يبعد عنا بمسافة تبلغ 625 سنة ضوئية، ما يعكس تلك البُعد الفلكي الذي يجعل منه تحفة فريدة في عالم الكواكب البعيدة. يتواجد هذا الكوكب في نظام K2-255، ويتألق بوميض نجومي غامض يُظهر لنا سطوعه بشكل ملحوظ بلمعان نجمه الأم، حيث يبلغ سطوعها المغناطيسي 13.662 وحدة.
ما يُضفي على K2-255 b جاذبيته الفريدة هو تصنيفه ككوكب يشبه كوكب نبتون، حيث يتمتع بسمات وخصائص تجعله يتقارب بشكل لافت مع العمالقة الغازية في عائلته الكوكبية. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في سنة 2018، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العلماء والفلكيين الذين يسعون إلى فهم أسرار هذا العالم البعيد.
تأتينا معلومات مثيرة حول كتلة K2-255 b، حيث يبلغ معامل كتلته 8.75 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة يختلف تمامًا عن العالم الذي نعيش فيه. وبالنسبة لقطره، يبلغ معامل القطر 0.259 مقارنة بكوكب المشتري، ما يمنحنا فكرة عن حجمه الضخم الذي يتلاشى أمام عظمة هذا الكوكب.
عندما نتحدث عن مدار K2-255 b، نجد أنه يتسارع في فضاء لا نهائي بنمط يثير الدهشة. يكمن في بُعده الكوكبي الضئيل حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.0274 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورته الشمسية زمنًا قدره 0.0054757018 سنة، مما يضفي على حياة هذا الكوكب رونقًا فلكيًا خاصًا.
تتحقق روعة اكتشاف K2-255 b عبر أسلوب استكشاف يعتمد على ظاهرة العبور الكوكبي، حيث يُرصد الكوكب أثناء مروره أمام نجمه الأم، ما يساعد في تحديد معلوماته بشكل دقيق ودراسته بعناية.
باختصار، يُعتبر K2-255 b كوكبًا فريدًا يحمل في طياته الكثير من الألغاز والإشارات إلى جمال الكواكب البعيدة. وفي عالمنا الواسع، يظل هذا الكوكب ومثله من العوالم البعيدة تحفًا تفتح أمام الإنسان أفقًا جديدًا لاستكشاف أغوار الكون وفهم أسراره المعقدة.