في أعماق السماء الفسيحة، حيث تتداخل اللمعان الساطع للنجوم مع ظلام الفراغ اللامتناهي، تتناثر الكواكب كجواهر ساطعة في فسيح الكون. ومن بين هذه العوالم البعيدة، يبرز كوكب K2-254 b كجسم سماوي يروي قصة فريدة من نوعها.
يتوسط هذا الكوكب الغامض الفضاء البعيد على بُعد يبلغ حوالي 743.0 سنة ضوئية من الأرض، ويظهر في سماء كوكبنا كنجم يتألق بلمعان متواضع بلغ 14.238 درجة من السطوع النجمي. ينتمي K2-254 b إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتسم بخصائص فريدة تميزه عن باقي العوالم في الكون.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2018، عندما فتحت أبواب الفضاء لتكشف لنا عن أسرار جديدة في هذا الكون الواسع. يبلغ كتلة K2-254 b مضاعف 3.29 مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائقًا يثير الفضول. ولكن لا يقتصر التميز على ذلك، حيث يتميز بشكل خاص بقطر يضاهي 1.63 مرة قطر الأرض، مما يضفي عليه هيئة مميزة وفريدة.
يدور K2-254 b حول نجمه الأم بمسافة فلكية تبلغ حوالي 0.0448 وحول نفسه بفترة دوران تقدر بـ 0.011225188 يوم، ما يجعله يتمتع بحياة ذات دوران سريع ومثيرة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر ميله المداري بصورة رائعة، حيث يكمن في الصفر، مما يعني أن مداره يتسم بالتماثل والانتظام.
تم استخدام أسلوب اكتشاف الكواكب العابرة لتحديد وجود K2-254 b، حيث تلاحظ التغيرات الطفيفة في سطوع النجم الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح لنا برصد وجود الكواكب البعيدة وفهم خصائصها بشكل أفضل.
في النهاية، يظهر K2-254 b كجوهرة فلكية تعكس جمال الكون وغموضه. إن فهم هذه العوالم البعيدة يمثل تحديًا مستمرًا للباحثين، حيث يسعون إلى استكشاف أعماق الكون وفهم أسراره وغموضه، وربما يكون هذا الكوكب هو بداية لاكتشافات جديدة تشد الانتباه إلى أسرار الكواكب والفضاء.