في السماء اللامعة، تتلألأ كواكب الفضاء مثل الجواهر في سواعد الليل، ومن بين هذه الكواكب، تبرز K2-229 b بسحرها الفريد والغامض. تم اكتشاف هذا العالم السماوي الرائع في عام 2018، وهو يتوسط الفلك بتألق يصل إلى 10.985 درجة من اللمعان النجمي.
تحمل K2-229 b صفات تجعلها تتمايز بشكل استثنائي. يتميز هذا الكوكب بنوعه الفريد، إذ يُصنف كـ “سوبر إيرث”، وهو عبارة عن عالم غازي يتسم بكتلة تعادل 2.49 مرة كتلة الأرض. يُظهر هذا الإكتشاف الرائع كيف يمكن للكواكب الأخرى خارج نظامنا الشمسي أن تأخذ أشكالًا وخصائصًا متنوعة تتحدى توقعاتنا.
الكوكب K2-229 b يستند إلى “طريقة العبور” كوسيلة لاكتشافه، حيث يتم رصده أثناء انتقاله أمام نجمه الأم، إضافة إلى تحديد مسافته البعيدة التي تبلغ 335.0 سنة ضوئية. هذا الانتقال الدقيق يمكن العلماء من فهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذا الكوكب الفريد.
تبرز القياسات الإضافية للكوكب، حيث يظهر تضاعف كتلته بنسبة 2.49 مقارنة بالأرض، ورغم ذلك يحتفظ بقطر يعادل قطر الأرض. هذا التباين في الخصائص يلقي الضوء على تنوع الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، ويشير إلى أن هناك قوانين فيزيائية وكيميائية مختلفة تشكل هذه العوالم.
تدور K2-229 b حول نجمها الأم على مدار بلغت فترته الدورية 0.0016427105 عام، ويتميز بانحراف بسيط في مداره بلغت قيمته 0.0، مما يشير إلى استقرار فائق في حركته. تلك الأرقام الفلكية تكشف عن تنظيم دقيق في تكوين هذا العالم الفلكي، وتسلط الضوء على التفاعلات المعقدة التي تحدث في الفضاء الخارجي.
تأتي هذه الاكتشافات الرائعة لتُثري ميدان الفلك، حيث يساهم كوكب K2-229 b في توسيع آفاق فهمنا للكواكب خارج نطاق الشمس، وتجسد نقطة تحول في رحلتنا العلمية لفهم أسرار الفضاء وتعقيداته اللانهائية.