في سماء اللامعة، تنتشر الكواكب بأنواعها المتنوعة، ومن بين هذا العالم الفلكي الواسع يبرز كوكبٌ بريء يحمل اسم K2-219 c. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله محط أنظار علماء الفضاء والفلكيين حول العالم.
يعتبر K2-219 c واحدًا من تلك الكواكب العظيمة التي تتداول حول نجمها الأم، حيث يبلغ معدل المسافة بينه وبيننا نحن البشر حوالي 1061.0 سنة ضوئية. يظهر هذا الكوكب في سماء الليل بلمعانٍ معتدل يعكس قوة نجمه الأم، حيث تبلغ قدره الظاهري حوالي 12.09 درجة.
ولكن ما يميز K2-219 c حقًا هو أنه يعد من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، والتي تتميز بخصائصها الجذابة والمثيرة. فقد تم اكتشاف هذا العالم الرائع في سنة 2018، حيث انفتحت أمام علماء الفلك أبواب الفهم الجديد للكواكب الخارجية.
عند التحدث عن الخصائص الفيزيائية لـ K2-219 c، نجد أن كتلته تزيد عن كتلة الأرض بمعامل يبلغ 2.66، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يعد غنيًا بالكتلة. وإذا كانت معلومة الكتلة تشير إلى الثقل الجاذبي للكوكب، فإن مضاعف الشعاع يتجاوز الأرض أيضًا بمعامل يعادل 1.438، مما يبرز حجمه الكبير والملفت.
يُشير معامل الكتلة والشعاع بالنسبة للأرض إلى التباين الرائع الذي يمتلكه K2-219 c، حيث يتجلى في تفوقه على كواكبنا المألوفة. وعلى الرغم من الوقوع في فئة الكواكب الفائقة الأرضية، إلا أن هذا العالم الجديد لا يقتصر على ذلك، بل يمتلك أيضًا فترة دوران فائقة تبلغ حوالي 0.0183436 سنة، ما يجعله يتنقل بسرعة فائقة حول نجمه.
فيما يتعلق بأمور الفلك الهندسية، يظهر K2-219 c بدقة لافتة للنظر، حيث يتسم مداره بعدم التشوه، ويبلغ انحرافه المداري عن الدائرة تقريبًا صفر. ولتحقيق هذا الاكتشاف الفلكي الرائع، تم استخدام طريقة الكشف عبر العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض في سطوع النجم الأم نتيجة مرور الكوكب أمامه، مما يسهم في تحليل الخصائص الفيزيائية للكوكب.
إن K2-219 c هو عالم فلكي يلهم بجماله وتعقيداته، ويسهم في توسيع أفق علم الفلك وفهمنا للكواكب البعيدة التي تتناغم في سماء الفضاء اللامتناهي.