في إحدى ليالي الفلك، يبرز نجمٌ جديد في سماء الكون، يحمل اسم “K2-162″، والذي يشكل محورًا للدهشة والاستكشاف في علم الفلك. يعتبر الكوكب “K2-162 b” من بين الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتسم بخصائص فريدة تلفت انتباه علماء الفلك والباحثين حول العالم.
يقع كوكب “K2-162 b” على بُعد مذهل يبلغ حوالي 406 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله عنصرًا بارزًا في اللبنة الضوئية للكون. يتألق النجم المضيء المصاحب لهذا الكوكب بشدة، حيث يبلغ تألقه النجمي حوالي 12.278 مقدار، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية اللامعة في سماء الليل.
تعتبر “K2-162 b” كوكبًا من نوع “Super Earth”، وهو التصنيف الذي يشير إلى كواكب خارج النظام الشمسي تتمتع بحجم أكبر بشكل ملحوظ من حجم الأرض. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2018، مما أثار فضول العلماء وأبحاثهم المتعلقة بتكوين الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي.
فيما يخص الخصائص الفيزيائية لـ “K2-162 b”، يعبر عامل تضاعف الكتلة عن 2.67 مرة كتلة الأرض، مما يشير إلى وزنه الفائق الذي يضعه في فئة الكواكب الضخمة. وبالنسبة إلى القطر، يكون تضاعف القطر 1.44 مرة قطر الأرض، مما يظهر أبعاده الفسيحة.
يتجلى الكوكب في مداره حول نجمه الأم، حيث يكمن مسافة الدوران المداري عند حوالي 0.0795 وحدة فلكية. يستغرق “K2-162 b” فقط 0.026009582 يومًا لاكتمال دورة كاملة حول نجمه، مما يظهر السرعة الدورانية الرائعة التي يتحرك بها في مداره.
تتميز هذه الكوكبة الفائقة بخصائصها الفيزيائية فقط، بل يعتبر أيضًا غريبًا فيما يتعلق بخصائص المدار. تكمن الإثارة في أن مدار “K2-162 b” يتسم بعدم وجود انحراف في شكله (صفر للانحراف)، وهو ما يُظهر الانتظام والاستقرار في تحركاته حول نجمه.
تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغييرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود جسم كوكبي يعبر بين الأرض والنجم المراقب. هذه الطريقة الدقيقة للاكتشاف تعزز فهمنا للكواكب البعيدة وتفاصيلها المدهشة.
إن “K2-162 b” يشكل جزءًا من تحفة الكون، ويمثل نقطة تحول في فهمنا للعوالم البعيدة. فهو يعزز الفضول الإنساني ويشجع على مزيد من الاستكشاف والبحث في أغوار هذا الكون اللامتناهي الغني بالألغاز والعجائب.