في أعماق الفضاء اللانهائي، حيث تتناثر النجوم والكواكب كألوان فاتحة على قماش الليل، نجد جوهرًا فريدًا يدعى K2-146c، وهو عالم فضائي يندرج ضمن فئة الأرض العظمى، حيث تكمن روعته وغموضه في التفاصيل الرائعة التي تميزه.
يعتبر K2-146c جوهرًا فلكيًا مثيرًا للاهتمام، حيث يتميز بموقعه البعيد في السماء، إذ يتربع على بعد يبلغ 259.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعله ينتمي إلى عالم آخر يتسم بالبُعد الشاسع عن مداراتنا الفلكية.
قد يكون ما يلفت الانتباه أكثر هو درجة لمعان هذا العالم السماوي، إذ يبلغ تألق النجم الذي يحيط به 16.7، ما يجعله ضيفًا متلألئًا في سماء الليل. تلك اللمعان الخافت يضفي على المشهد الفلكي جاذبية خاصة، حيث يمكن رؤيته بالعين المجردة، مكملاً اللوحة الساحرة للكون.
وعندما نلقي نظرة على خصائص K2-146c، نجد أنه يتميز بكونه “سوبر أرض”، عالمًا ذا كتلة تعادل 7.49 مرة كتلة الأرض، وبشكل مثير، يبلغ نصف قطره 2.19 مرة نصف قطر الأرض. تلك الأرقام تجسد تنوعًا استثنائيًا في بُنية هذا العالم الفضائي، وتفتح نوافذ فريدة نحو فهم أعماقه وتكوينه.
كما تظهر العناصر الزمنية والمدارية لـ K2-146c جانبًا آخر من جماله. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2019، مستخدمين طريقة العبور، حيث يتم رصد التغييرات في لمعان النجم الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. وبفضل هذه الطريقة الفعالة، تمكن العلماء من إلقاء نظرة فاحصة على تفاصيل هذا العالم الذي يحمل في طياته أسرارًا لا تزال تعبق بالغموض.
وكأحد أبرز خصائص K2-146c، يتميز بمعامل الكتلة والنصف القطر الذين يعكسان قوة جاذبية فلكية فريدة. ومن الجدير بالذكر أن المسافة التي ينتظم فيها هذا العالم الفضائي حول نجمه، تبلغ 0.0327 وحدة فلكية، ويستغرق مداره حوالي 0.0109514035 سنة. هذه العناصر تبرز التفاصيل الدقيقة لحياة هذا الكوكب البعيد وكيف يرسم خيوط حكايته في مدارات السماء.
تجعل الزاوية الزاوية الإكليبتية لهذا العالم، التي تبلغ 0.08، الرحلة إلى مستوى آخر من التعقيد والجاذبية الكونية. هذه الخصائص الفريدة تضفي على K2-146c شخصية استثنائية تميزه عن غيره من العوالم في الكون اللامتناهي.
وفي نهاية المطاف، تشكل وسيلة الكشف باستخدام طريقة العبور جزءًا هامًا من سرد هذه القصة الفلكية. إن كوكب K2-146c ليس مجرد نقطة في السماء، بل هو رمز للتفكير العلمي العميق واستكشاف أعماق الفضاء اللانهائي. يشكل اكتشافه نافذة مفتوحة نحو الأسرار التي تخفيها الكواكب البعيدة، ويشير إلى أن الكون لا يزال يحمل العديد من الألغاز التي تنتظر الكشف عنها، وكل كوكب جديد يضيف رصيدًا جديدًا إلى ملحمة الكون وتاريخ البشرية في استكشاف السماء.