في سماء اللامنتهى تتلألأ نجوم عديدة، ومن بين هذا البحر اللامتناهي من الفضاء، نلقي الضوء على كوكب مذهل يُعرف باسم K2-131 b. يتوسط الكون السماوات الفسيحة بموقعه البعيد حيث يبلغ مسافة الكوكب عنا حوالي 497.0 سنة ضوء. ورغم بعده الشاسع، يتألق هذا الكوكب بوميضه الخافت الذي يُقدر بمقدار تألق نجمه الأم، الذي يظهر بشدة قدره 12.129 مقداراً من درجة السطوع.
K2-131 b ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة الفضائية، والتي تُعرف بـ “Super Earth”، ما يعني أنه يمتلك خصائص تجعله يتجاوز الأرض في الحجم والكتلة. اكتشف هذا الجمال السماوي في سنة 2017، حيث كان العلماء يطلقون أنظارهم نحو أعماق السماء بحثًا عن أسرار الكواكب البعيدة.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتميز K2-131 b بكتلته الباعثة على الدهشة، إذ يعادل ضعف كتلة الأرض وأكثر بقليل، بنسبة تقدر بـ 6.3 مرات كتلتنا الأرضية. وليس هذا وحسب، بل يبرز الكوكب أيضا بشكله البارز بفضل قطره الذي يفوق قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.5، مما يمنحه وجودًا مذهلاً في سماءه الفضية.
تألق K2-131 b في مداره الساحر حول نجمه، حيث يكمل دورته الفلكية في فترة قصيرة تعادل تقريبًا 0.0010951404 سنة، ويسافر في مدار مستقر تكمن رحى الزمن والفضاء في حضنه. مع ذلك، يظهر هذا الكوكب بخصائص فلكية ثابتة، إذ تظهر حركته حول نجمه بطريقة محورية، حيث يكمل دورته بدون أن ينحرف عن مساره المعين.
وفي رحلتنا المثيرة في استكشاف هذا الكوكب، نجد أنه يتبع منهجًا فلكيًا أكثر تقليدًا، حيث تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور أو الترانزيت، حيث يلاحظ العلماء التغيرات في سطوع نجمه الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للباحثين بالكشف عن تلميحات حول تكوين وخصائص الكوكب.
في النهاية، يظهر K2-131 b ككوكب مثير للاهتمام يلفت الأنظار إلى أبعاد جديدة من جمال الكواكب البعيدة. وفي هذا السياق، يظل هذا العالم الفضائي الساحر حلمًا مشرقًا ينضوي في أفق الفضاء، يروي لنا قصة الكواكب وألغازها المثيرة.