مراجعة فيلم “Joan Rivers: Don’t Start with Me” – جولة في عالم الكوميديا السوداء
تُعدّ الكوميديا من أكثر الفنون التي تستحق التقدير في عالمنا المعاصر، حيث يجسدها الفنانون بأسلوب فني مميز يمزج بين الفكاهة والواقع بشكل غير تقليدي. ومن بين الأسماء اللامعة في هذا المجال، تبرز الكوميدية الأمريكية الراحلة “جون ريفرز” التي تركت بصمة كبيرة في مجال الكوميديا السوداء، والتي كانت إحدى الشخصيات الأكثر تأثيراً في تاريخ هذا النوع من الفن. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أحد أعمالها المميزة في عالم الكوميديا، وهو العرض الخاص لها بعنوان “Joan Rivers: Don’t Start with Me”.
نبذة عن الفيلم:
العنوان: Joan Rivers: Don’t Start with Me
المخرج: سكوت ل. مونتوييا
الطاقم: جون ريفرز
البلد: الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ الإضافة: 3 يوليو 2018
سنة الإصدار: 2012
التقييم: TV-MA
المدة: 69 دقيقة
التصنيف: كوميديا وقوف (Stand-Up Comedy)
الوصف: في عمر الـ78، لا تهتم جون ريفرز بتقليص سرعتها، ولا أحد محصن من سهامها اللاذعة في هذا العرض الخاص بالكوميديا.
عرض كوميدي مليء بالحيوية والنقد اللاذع
يعتبر عرض “Joan Rivers: Don’t Start with Me” بمثابة شهادة على قدرة جون ريفرز الفائقة في الحفاظ على حيويتها وروحها الفكاهية حتى في مرحلة متقدمة من عمرها. مع بلوغها سن الـ78، كان يُتوقع أن تبدأ بالتراجع عن الأداء على خشبة المسرح، ولكن على العكس من ذلك، قدمت ريفرز عرضًا مُفعمًا بالحيوية والنقد اللاذع الذي يعتبر سمة أساسية لأسلوبها الكوميدي الفريد.
في هذا العرض، تواصل ريفرز توجيه سخريتها المعتادة نحو قضايا الحياة اليومية، بالإضافة إلى مشاهداتها الحادة حول المجتمع، الشهرة، والسياسة. ورغم تقدمها في السن، كانت طاقتها على خشبة المسرح كما لو كانت في أوج شبابها، مما جعلها تواصل تصدّر مشهد الكوميديا الأمريكية بلا منافس.
أسلوب جون ريفرز في الكوميديا السوداء
لا يمكن الحديث عن “Joan Rivers: Don’t Start with Me” دون التطرق إلى أسلوب الكوميديا الذي تميزت به هذه الفنانة العظيمة. تُعرف ريفرز بأسلوبها الحاد والصريح الذي يتسم بالكثير من النقد اللاذع والساخر، والذي يعد جزءاً من جوهر شخصيتها الكوميدية. إنها لا تخشى توجيه الانتقادات القاسية لأي شيء أو شخص، وهو ما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين جمهورها في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا العرض، يُلاحظ أن ريفرز لا تقتصر على المزاح حول المواضيع السطحية، بل تتطرق إلى القضايا المعقدة التي تهم المجتمع الأمريكي والعالمي. من بين المواضيع التي تتناولها في العرض: الحياة الشخصية للمشاهير، النظرة السطحية للجمال، والأساطير المتعلقة بالحياة العامة. كل تلك المواضيع تُمزج بشكل لاذع من خلال نكاتها الذكية وأسلوبها الساخر.
الاهتمام بالحفاظ على الروح الشبابية
رغم تقدمها في السن، إلا أن جون ريفرز تحافظ على روح الشباب في أعمالها الكوميدية. في هذا العرض، تُظهر قدرتها على الإضحاك كما لو كانت في منتصف شبابها، مما يثبت للجميع أن الكوميديا ليست مرتبطة بالعمر، بل هي حالة ذهنية وروحية يمكن أن تستمر طوال الحياة.
إنه من الواضح أن ريفرز كانت تدرك جيدًا أن أفضل طريقة للتفاعل مع جمهورها هي أن تظل على طريقتها الفريدة في النقد الساخر، مع الحفاظ على نوع من الاتصال الإنساني الذي يتجاوز حدود الوقت والمكان.
تأثير الفيلم على ثقافة الكوميديا
“Joan Rivers: Don’t Start with Me” ليس مجرد عرض كوميدي، بل هو درس في كيفية الاستمرار في التميز والإبداع رغم التحديات التي قد تطرأ في الحياة. كما أن الفيلم يظهر تأثير الكوميدية السوداء في شكلها الأكثر صراحة، حيث لا تقبل ريفرز بالمساحات الرمادية، بل تفضل أن تضع النقاط على الحروف في كل موقف.
هذا العرض، والذي تم تصويره في عام 2012، يمثل أحد المحطات المميزة في مسيرة ريفرز الفنية. وتستمر هذه الكوميديا في جذب الانتباه والاحتفاظ بجاذبيتها حتى بعد مرور سنوات على عرضه، ليُظهر كيف يمكن للفن أن يتخطى الحدود الزمنية ليظل خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة.
التصنيف والردود على العمل
يُصنف الفيلم على أنه TV-MA، مما يعني أنه موجه لجمهور بالغ بسبب المواضيع الحساسة والصريحة التي يتم تناولها فيه. هذا التصنيف يعكس حقيقة أن الأسلوب الكوميدي لريفرز يتطلب قدرة على الاستماع والفهم، فهو ليس للجميع بل لأولئك الذين يقدرون الفكاهة الجريئة والمباشرة.
على الرغم من ردود الأفعال المتباينة من النقاد والجماهير، فإن ريفرز قد حققت في هذا العرض انتصاراً جديداً في عالم الكوميديا السوداء. فهناك من يراها صادمة، ومن يراها فريدة في طريقة عرضها للواقع، إلا أن الجميع لا يمكنهم إنكار قدرتها الاستثنائية على تقديم محتوى كوميدي مميز يستمر في إحداث الأثر.
خاتمة
من خلال “Joan Rivers: Don’t Start with Me”، نستطيع أن نرى أن روح الكوميديا لا تحدها حدود العمر أو الزمان. إن عرض ريفرز هو شهادة على قوتها واستمرارها في إثارة الضحك والجدل في آن واحد، مما يجعلها واحدة من أساطير الكوميديا التي لا يمكن تكرارها. لذا، إن كنت من محبي الكوميديا السوداء أو كنت تبحث عن عرض يجمع بين الفكاهة النقدية والتسلية الصادقة، فإن هذا العرض يستحق أن يكون في قائمتك.