القمر الصناعي الحالي الذي يحمل الاسم الرسمي “INMARSAT 4 F3” يعد إنجازًا فريدًا في مجال الاتصالات الفضائية. يتم تشغيله وإدارته بواسطة شركة INMARSAT، Ltd. التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، ويتم تسجيله رسميًا في الأمم المتحدة باسم المملكة المتحدة. تم إطلاق القمر الصناعي في الثامن عشر من أغسطس عام 2008، واستخدمت له وكالة EADS Astrium كمقاول، والتي تعتبر مشروعًا مشتركًا بين فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.
ويتميز هذا القمر الصناعي بالعديد من الخصائص التقنية الملفتة. ينتمي إلى فئة المدار الجيوسنكروني (GEO)، ويتحرك في مدار يتسم بخطوط استواء منخفضة بزاوية انحراف تبلغ حوالي 3.01 درجة. يبلغ الارتفاع الأدنى للمدار (Perigee) نحو 35,775 كيلومترًا، بينما يصل الارتفاع الأقصى للمدار (Apogee) إلى حوالي 35,798 كيلومترًا. ويتسم المدار بتماثل عالي، حيث تصل الشذوذ (Eccentricity) إلى قيمة صغيرة تبلغ 0.000273.
يعتبر الهدف الرئيسي لهذا القمر الصناعي هو توفير خدمات الاتصالات، وتحديدًا في مجال الاتصالات التجارية. يعتبر المشروع متقدمًا حيث يستخدم 200 شعاعًا لإعادة نقل الرسائل من وإلى الهواتف المحمولة الموجودة على اليابسة، والبحر، والجو. يقدم هذا النهج إمكانيات اتصال محسنة وشاملة، مما يعزز الاتصالات في مختلف البيئات.
تبرز بعض المعلومات الأخرى المثيرة حول هذا القمر الصناعي، مثل موقع الإطلاق الذي تم فيه، وهو مركز بايكونور للفضاء في كازاخستان، ووسيلة الإطلاق التي استخدمت وهي صاروخ “بروتون إم”. وفيما يتعلق بالمعلومات الفنية، يزن القمر الصناعي حوالي 5,960 كيلوجرامًا خلال إطلاقه، ويعتبر قوة الطاقة التي يولدها تصل إلى 13,000 واط.
من المهم أن نلاحظ أن هذا القمر الصناعي يحمل رقم COSPAR 2008-039A ورقم NORAD 33278، وهو ما يميزه ويمكن استخدامه في تتبع الحركة الفضائية.
أخيرًا، يشير المصادر المستخدمة للبيانات المدارية إلى أن المعلومات المقدمة تستند إلى مصادر متنوعة، مثل جلوبال سيكيوريتي والمكتبة الوطنية التشيكية وموقع INMARSAT الرسمي، مما يضمن دقة وموثوقية البيانات المُقدمة.
هذا ويُتوقع أن يستمر القمر الصناعي في الخدمة لمدة تصل إلى 15 عامًا من تاريخ الإطلاق، مما يعكس استدامة وفاعلية الهندسة الفضائية لهذا الإنجاز التكنولوجي.