في فترة بين عامي 2008 و2011، قدمت هوندا سيارتها المميزة “HONDA Accord Tourer” إلى سوق السيارات الأوروبية، حيث كانت تنتمي إلى فئة الواجون (station wagon)، أو ما يُعرف أيضًا بأسماء مثل estate أو combi أو touring. كانت هذه الفترة تمثل الجيل الثامن من سلسلة الأكورد، والتي كانت مليئة بالمميزات والتحسينات، إلا أن الأوضاع الاقتصادية العالمية، وبالتحديد أزمة الأزمة المالية العالمية، أثرت سلباً على أداء المبيعات، مما أدى في النهاية إلى انسحاب هذا الطراز من السوق بعد ثلاث سنوات فقط.
عندما قدمت هوندا جيل الأكورد الثامن في أوروبا، كانت تعلم تمامًا أن هذا الطراز لن يدوم طويلاً في السوق، ولذلك قامت بتصميمه بعناية فائقة. لو لم تكن هناك أزمة مالية عالمية، ربما كان بإمكان هوندا الاحتفاظ بالأكورد والأكورد تورر على الساحة الأوروبية. ومع ذلك، فإن نقص في مجموعة المحركات وبعض الميزات الفاخرة الأخرى أدى إلى بطء في المبيعات وفي النهاية إلى انسحابها من السوق بعد ثلاث سنوات فقط.
كان لدى هوندا بالفعل نسخة مُعدة خصيصًا للأسواق الأوروبية من الأكورد، حيث تم تضبيطها لتتناسب مع الطرق المحلية. كانت مظهرها متناسبًا مع سيارات الشركات الأخرى، حيث جمعت بين الزوايا الحادة والأسطح المنحنية، وكانت تعتبر درسًا جيدًا في اتجاه التصميم الجديد. كانت المصابيح الأمامية، الزاوية والتي تمتد إلى الخلف على الجوانب، وشكل الشبكة الواقية الشبيهة بالدرع، والجبهة الرياضية كلها كانت موفقة لزبائن أوروبا. على الجوانب، وجدت أكورد تورر الجيل الثامن شكلها المناسب أخيرًا، مع خلفية تشبه الهاتشباك.
كانت المقصورة فسيحة ومريحة، حيث كان بإمكانها استيعاب خمسة أشخاص بسهولة. في الخلف، كان هناك مقعد قابل للطي لتوسيع حجم الصندوق من 459 لترًا (16.2 قدم مكعب) إلى 1,183 لترًا (41.8 قدم مكعب). وكانت هناك وجود سيارات واجون صغيرة يمكنها تحقيق أداء أفضل من ذلك.
واجهت هوندا أكبر تحدي لديها كان فيما يتعلق بالمحركات. بينما كانت جميعها تتوافق مع معيار الانبعاثات الأوروبي الخامس، كان هناك فقط ثلاث محركات ووحدة توربو ديزل واحدة فقط. وعلاوة على ذلك، حتى إذا كانت هناك جائزة لهذا المحرك التوربو ديزل، فإنه تجاوز الفئة الضريبية لسعة 2.0 لتر، في حين كانت شركات مثل فورد وأوبل/فوكسهال ورينو وفولكسفاغن تقدم محركات أقل من 2.0 لتر مع قوة مماثلة.
أما عن المواصفات الفنية للمحرك، فكان لديها محرك بعنوان “2.0L i-VTEC 5AT FWD (156 HP)”، حيث كان يتكون من 4 أسطوانات، وسعة تصل إلى 1997 سم مكعب. كانت قوته تبلغ 115 كيلوواط عند 6300 دورة في الدقيقة، أو ما يعادل 156 حصانًا عند نفس الدورة في الدقيقة، و154 حصانًا عند نفس الدورة في الدقيقة. كما كانت عزم الدوران يبلغ 142 رطل-قدم عند 4300 دورة في الدقيقة، أو 193 نيوتن-متر عند نفس الدورة في الدقيقة. كانت تعتمد على نظام حقن الوقود متعدد النقاط، وكانت تعمل بالبنزين.
كما كانت لديها أداء جيد على الطرق، حيث كانت تصل سرعتها القصوى إلى 130 ميلا في الساعة (209 كيلومتر/ساعة)، وكانت تعتمد على نظام الدفع الأمامي وصندوق تروس أوتوماتيكي بخمس سرعات. كما كانت مجهزة بفرامل مهواة للقرصين، وحجم إطاراتها كان 205/60 R16.
أبعادها كانت مناسبة للاستخدام اليومي، حيث بلغ طولها 186.6 إنش (4740 ملم)، وعرضها 72.4 إنش (1839 ملم)، وارتفاعها 56.7 إنش (1440 ملم). كانت لديها مسافة عجلات أمامية/خلفية تبلغ 62.6 إنش/62.6 إنش (1,590 ملم/1,590 ملم)، وقاعدة العجلات كانت 106.5 إنش (2705 ملم). كان حجم الشحن 16.2 قدم مكعب (459 لتر)، وكان وزنها بدون حمولة 3157 رطل (1432 كيلوجرام).
على صعيد الاقتصاد في استهلاك الوقود، كانت تعتمد على توفير الوقود بشكل جيد، حيث كان استهلاكها المدمج يبلغ 30.5 ميل بالغالون الأمريكي (7.7 لتر/100 كيلومتر). كما كانت تقدم أداء مقبول في التسارع من 0 إلى 62 ميلا في الساعة (0 إلى 100 كيلومتر/ساعة) في غضون 11.2 ثانية. كما كان لديها فعالية جيدة من حيث الديناميات، حيث كان معامل السحب (Cd) يبلغ 0.34.
وفيما يتعلق بأدائها على الطرق الحضرية، كان استهلاكها يبلغ 22 ميل بالغالون الأمريكي (10.7 لتر/100 كيلومتر). كانت السيارة مزودة بتصميم يوفر مساحة أرضية جيدة بارتفاع أرضية منخفض يبلغ 5.9 إنش (150 ملم)، مما يسهم في توفير راحة القيادة على الطرق المختلفة.
وكانت هناك مجموعة من المعلومات الأخرى حول هذا الطراز، مثل الوزن الإجمالي المسموح به، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومدى السرعة على الطرق السريعة، والأبعاد الداخلية والخارجية، وحتى سعة خزان الوقود البالغة 17.2 جالون أمريكي (65.1 لتر). وكان هذا الطراز جزءًا من سلسلة أكورد التي قدمتها هوندا في الفترة من عام 1993 حتى عام 2012.
باختصار، كانت هوندا Accord Tourer 2008-2011 تمثل سيارة واجون أوروبية متطورة، حيث جمعت بين التصميم الجذاب والأداء الجيد، ولكنها واجهت تحديات في السوق الأوروبية بسبب نقص المحركات والميزات المتقدمة، مما أدى في النهاية إلى انسحابها من السوق في عام 2011.