عندما نلقي نظرة في عمق السماء اللامتناهية، حيث يتجول العيون الفضائية في خيوط الكون، نجد أن الكواكب البعيدة تروي قصصاً فلكية مثيرة ومعلومات مذهلة تحمل بين طياتها أسراراً لا نهائية. ومن بين هذه الكواكب البعيدة والمدهشة، نظرًا إلى تلك الأبعاد السماوية الخارقة، نجد أن لكل كوكب شخصيته الفريدة وخصائصه الخاصة التي تضيف لمسة ساحرة إلى السماء المظلمة.
في سماءنا اللامتناهية، يتلألأ الكوكب HIP 63242 b كنجمة مضيئة على خلفية الليل الفلكي. تحديدًا، يبلغ مسافته عنا حوالي 510.0 سنة ضوء، ما يضفي عليه تلك البُعد الكوني الذي يأخذ العقل في رحلة استكشافية عبر الزمكان.
تتميز هذه الكوكبة الفريدة بقوة إشعاعها الفلكي، حيث يبلغ تألق نجمها المركزي 6.86 درجة. تلك اللمعان الذي يشع من الكوكب يجسد روعة الكون وتألقه الساحر الذي يعبق بالغموض والجمال.
وما يميز HIP 63242 b بشكل خاص هو طابعه كعملاق غازي، فهو يتبنى هوية “Gas Giant”، حاملًا معه تلك الغموضات الكونية التي تحيط به. تم اكتشافه في عام 2013، مما يعزز مكانته في سجلات الكواكب ويضيف فصلاً جديدًا إلى سفرنا في الفضاء.
وما يلفت النظر بشكل خاص هو الأبعاد الفلكية لهذا العملاق، حيث يظهر بأنه يملك كتلة ضخمة تعادل 9.18 مرة كتلة المشتري. تأمل هذه الكتلة الفلكية تلك القوة الجاذبية الخارقة التي تحيط به، والتي تتسبب في تشكيل هياكله الفيزيائية بطريقة فريدة تشعرنا بقوة الكون.
وإذا نظرنا إلى قطره، نجد أن لهذا الكوكب العملاق قياسات تتجاوز تلك للمشتري، حيث يبلغ معامل القطر 1.12 مرة قطر المشتري. يظهر ذلك الاختلاف في الأحجام كرمز للتنوع الذي يعمل به الكون، حيث تجتمع الكواكب لتكوِّن لوحة فنية فلكية مدهشة.
لكن السحر لا يقتصر على الأحجام والكتل، بل يتعداها إلى حدود المدار الكوكبي، إذ يظهر HIP 63242 b وهو يدور حول نجمه الأم بمدار يبلغ 0.565 وبفترة دوران تقدر بحوالي 0.34113622 سنة. هذا الرقص السماوي يعكس هندسة الكون وتناغم حركات الكواكب في فضاء لا يعرف حدوداً.
وما يزيد من هذه الرحلة الفضائية إلى HIP 63242 b إثارةً وغموضًا هو الشكل المداري الذي يحمله، إذ يتميز بتشوه بسيط بلغ 0.23، ما يجسد لنا تلك الدقة الهندسية في حركة الكواكب والتي تصبح أكثر تعقيدًا مع كل اكتشاف جديد.
وفي سياق الكشف عن هذا الكوكب، تم استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث تم قياس تأثير حركة النجم الأم بسبب جاذبية الكوكب المداري، مما أتاح للعلماء استنتاج وجود هذا العملاق الغازي بمرافقة نجم HIP 63242.
في نهاية المطاف، تبقى HIP 63242 b كوكبًا فريدًا في سماء الكون، يحمل معه الكثير من الأسرار والجمال، مضيئًا في عتمة الليل الكوني ويذكرنا دائمًا بعظمة وتعقيد الكون الذي نندمل فيه.