عندما نلقي نظرة على الكواكب خارج نظامنا الشمسي، نجد أن الكواكب البعيدة تكمن في أعماق الفضاء، تشكل تلك الأجرام السماوية جزءًا أساسيًا من غموض الكون. تلك العوالم السماوية، مثل كوكب HIP 35173 b، تعكس الحيرة والإعجاب لدى العلماء الفلكيين الذين يسعون جاهدين لفهم خصائصها وأسرارها.
يعتبر HIP 35173 b من بين الكواكب الغازية العظيمة، حيث يشبه في نوعه الكواكب الشبيهة بنبتون، ويتسم بخصائص فريدة تضفي عليه طابعًا فلكيًا استثنائيًا. يبلغ البعد الذي يفصل بين هذا العالم البعيد ونجمه الأم، HIP 35173، مسافة تقدر بحوالي 108.0 سنة ضوئية، مما يعني أن رؤيته يأخذ وقتًا هائلًا ليصل إلى عيوننا البشرية.
وعندما ننظر إلى خصائص هذا الكوكب، نجد أنه يتميز بكتلة هائلة تعادل حوالي 12.7 مرة كتلة الأرض، مما يجعله إحدى العمالقة الغازية في عالم الكواكب. يتم قياس حجمه بناءً على معامل يعادل 0.322 معامل حجم الكوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
عند التحدث عن المسافة التي يدور فيها حول نجمه، نجد أن المسافة المدارية تعادل تقريبًا 0.217 وحدة فلكية. وبالنسبة لفترة دورانه حول نجمه، تبلغ حوالي 0.11362081 سنة، مما يبرز سرعته الهائلة وحركته المستمرة في مداره الفلكي.
ما يلفت الانتباه أيضًا هو انحراف مدار هذا الكوكب البعيد، حيث يظهر أنه يتميز بتشكل مسار غير دائري بدرجة عالية، حيث يبلغ الاستدارة حوالي 0.16، ما يعزز تعقيد حركته ويفتح نوافذ الاستكشاف لدراسته بشكل أكبر.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشاف هذا الكوكب، تم رصده باستخدام أسلوب السرعة الشعاعية، الذي يعتمد على قياس الاهتزازات الدقيقة في حركة النجم الأم، مما يشير إلى وجود كوكب يؤثر في جاذبيته.
في النهاية، يظهر HIP 35173 b كعالم فلكي مذهل، يضيء لنا الطريق نحو فهم أعماق الكون وغموض الكواكب البعيدة، مما يلهم العلماء والباحثين لمواصلة استكشاف أسرار هذه العوالم الغامضة في سماء الفضاء.