في السماء البعيدة، حيث تتداخل اللامنطق والجمال في مهدها اللامتناهي، تبرز نجمة متألقة ببريقها الفائق، تلك هي HD 207897، وفي رحابها الفضائية يكمن عالم آخر، عالم HD 207897 b. هذا الكوكب العجيب يبتعد عنا بمسافة تبلغ 92.0 سنة ضوئية، مكمنًا في أعماق الكون البعيد.
تميز نجم HD 207897 بسطوعه الذي يبلغ 8.37 درجة حسب المقياس الظاهري، ما يجعله نجمًا لامعًا في سماء الليل. يتألق هذا النجم في الخلفية السوداء للكون، كأنه لوحة فنية تخطو خطواتها الضوء في فلكنا.
ومن بين الكواكب التي ترافق هذا النجم اللامع، نجد HD 207897 b، الذي يتسم بطابع فريد من نوعه. إنه “Super Earth”، عالم فائق الأرضية، حيث تتلاقى الغرابة والإثارة في رحابه. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2021، حيث فتحت لنا أعين المحققين نافذة نحو عوالم لا نعرف سوى القليل عنها.
الكتلة الفائقة لـ HD 207897 b تتجاوز مضاعفات كوكب الأرض بنسبة 14.4، مما يجعله يحمل في طياته لغزًا فلكيًا مثيرًا. إن قياس كتلة الكوكب بالنسبة إلى كوكب الأرض يفتح الأفق أمام التساؤلات حول تكوينه وتاريخه الطويل في هذا الكون الذي لا يعرف الحدود.
وعند النظر إلى الأبعاد، نجد أن نصف قطر HD 207897 b يبلغ 0.223 مضاعفات نصف قطر كوكب المشتري، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد استثنائية. يعكس هذا الاختلاف في الأحجام تنوع الكواكب في هذا النظام الفلكي، حيث تظهر الطبيعة المتنوعة للكواكب في عوالم أخرى.
تدور HD 207897 b حول نجمه الأم HD 207897 على مدار بعيد يبلغ 0.1163 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانه حوالي 0.044353183 سنة. يضيء الكوكب طريقه في فضاء لا نهاية له بأسلوب مدهش وتناغمي.
وكما يضفي لمسة من الغموض على هذا العالم الفضائي، يظهر انحراف الكوكب بنسبة 0.05، مما يعني أن مداره يميل قليلاً عن المدار المستقيم، وهو جانب يضيف لمسة من التعقيد والتفرد على هذا الجسم السماوي.
لقد تم اكتشاف HD 207897 b باستخدام طريقة العبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب تغييرًا في سطوع النجم يمكن قياسه. هذه التقنية الدقيقة تتيح للعلماء استنتاج خصائص الكواكب البعيدة بدقة فائقة.
إن هذا العالم الفضائي HD 207897 b يمثل جزءًا من اللغز الكبير والمثير للاهتمام لعلم الفلك، حيث يتعانق الغموض والجمال في أعماق هذا الكون الذي يتحدانا بالمزيد من الأسرار والاكتشافات المدهشة.